تلقى قرار الحكومة البريطانية بشأن نيتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين أصداء إيجابية ملحوظة، خاصة خلال جلسة عقدت في قاعة الاجتماع الدولي بلندن، حيث أبدى أعضاء الوفد السعودي مشاعر الارتياح والتفاؤل عقب إعلان وزير الخارجية البريطاني عن هذا التوجه. جاء ذلك بالتزامن مع تأكيد لندن أنها ستتخذ هذه الخطوة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة، المقرر عقدها في سبتمبر المقبل، إذا لم تلتزم إسرائيل بوقف ضم الأراضي الفلسطينية والسماح بإيصال المساعدات واستئناف الجهود المتعلقة بحل الدولتين.
المواقف السعودية حظيت باهتمام، حيث أشار مراقبون إلى أن التفاعل السعودي في الاجتماع عكس المواقف الثابتة للمملكة تجاه القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أعربت الرياض من خلال بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية عن ترحيبها بالمبادرة البريطانية، ووصفتها بأنها فرصة إيجابية تتناغم مع التطلعات الدولية نحو إنهاء النزاع وإرساء سلام دائم وعادل، داعية بقية الدول إلى اتخاذ مواقف مماثلة تساهم في تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
ووفقاً لما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فإن لندن تسعى للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال أسابيع ما لم تنخرط إسرائيل بجدية في المساعي الدولية وتبدي التزاماً واقعياً بالحل السياسي القائم على مبدأ الدولتين. هذا التحرك البريطاني جاء بعد إشارات مشابهة من فرنسا، وسط تصاعد الضغوط الدولية والشعبية للدفع نحو إنهاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة وإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة منذ سنوات.
يرى متابعون أن خطوات بريطانيا الأخيرة وما رافقها من تأييد سعودي تعكس تغيراً ملحوظاً في المناخ السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وقد تمهد لديناميكية جديدة في التوازنات الدبلوماسية بالمنطقة.
