
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من الشمس يزيد بشكل كبير من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، حيث توضح بيانات صادرة عن مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية أن تسعين في المئة من حالات الميلانوما يمكن تجنبها باتباع إجراءات وقائية فعالة كالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة واستخدام واقيات مناسبة والتخلي عن أسرّة التسمير الاصطناعي. وتزداد خطورة الإصابة بهذا النوع من السرطان مع تكرار التعرض لحروق الشمس خلال فترة المراهقة والشباب، إذ يؤدي التعرض لخمسة حروق شمسية أو أكثر بين سني الخامسة عشرة والعشرين إلى رفع مخاطر الميلانوما بنسبة ثمانين في المئة لاحقا.
ورغم الوعي المتزايد بمخاطر حروق الشمس على صحة الجلد، إلا أن معلومات قليلة تتداول حول تأثيرها السلبي على صحة الأذن والسمع. وتوضح اختصاصية السمع هانا صامويلز من مؤسسة بوتس هيرينغكير أن حروق الشمس لا تتسبب فقط بالألم وعدم الارتياح، بل قد تسهم أيضا في تفاقم مشكلات السمع، وبالأخص زيادة شدة طنين الأذن، وهو الإحساس برنين أو أزيز متواصل داخل الأذن. وتضيف أن الالتهاب الحاد الناتج عن التعرض المكثف للشمس يمكن أن يضاعف من أعراض هذه الحالة، مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز والارتياح اليومي.
ولا تتوقف علاقة الطقس المشمس بصحة الأذن عند هذا الحد، حيث يشير مركز فاميلي أوديولوجي إلى أن الأنشطة المرتبطة بالخروج تحت أشعة الشمس، مثل حضور الفعاليات الرياضية أو الاستماع إلى الموسيقى العالية في المناسبات الجماهيرية، من شأنها أن تزيد من التأثير الضار للشمس على الأذن وتفاقم أعراض طنين الأذن. كذلك فإن إجهاد الجسم وفقدان سوائل الجسم نتيجة الحروق الشمسية والمجهود البدني الحاد قد يسهمان في تفاقم المشاكل السمعية لدى الأشخاص المعرضين لذلك.
وبالنسبة للوقاية من هذه المضاعفات، تشدد المتخصصة هانا صامويلز على أهمية اتخاذ إجراءات احتياطية بسيطة، من بينها استعمال واقي شمس بمعامل حماية ملائم، وتفادي التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، بالإضافة إلى ارتداء القبعات عريضة الحواف والملابس التي تغطي الجسم بشكل جيد. في الوقت ذاته توصي الهيئة الوطنية للخدمات الصحية في بريطانيا بقضاء الوقت داخل الظل عند الضرورة، خاصة بين الحادية عشرة صباحا والثالثة عصرا، مع استخدام واقي شمس بمعامل حماية لا يقل عن ثلاثين. وتشير الهيئة إلى أن استخدام الواقي وحده لا يوفر الحماية الكافية، بل يجب تدعيمه بتغطية الجسم والابتعاد عن مصادر الأشعة المباشرة قدر الإمكان.
الجدير بالذكر أن سرطان الميلانوما يعتبر مسؤولا عن معظم وفيات سرطان الجلد، وتنتج أغلب الحالات عن الإهمال في حماية الجلد خلال الفترات الحرجة من النهار، ما يؤكد ضرورة الوعي المجتمعي باتباع إجراءات الوقاية من الشمس ومراعاة النصائح الطبية الموصى بها.