
شهدت الولايات المتحدة مؤخراً موجة من الجدل المتصاعد بشأن سلامة أنظمة القيادة الذاتية لشركة تسلا، حيث سلطت عدة تقارير الضوء على حوادث متكررة أظهرت محدودية هذه التقنية، بالرغم من استحواذها على إعجاب الكثير من مستخدمي سيارات تسلا ونجاح عدد من التجارب السابقة. وقد دفعت هذه الحوادث هيئات السلامة المرورية وخبراء السيارات إلى التساؤل حول مدى جاهزية أنظمة القيادة الذاتية للانتشار بشكل موسع داخل البلاد.
التقارير الحديثة رصدت عدداً من السلوكيات الخطرة التي ظهرت في مركبات تسلا المعتمدة على القيادة الذاتية. من بين هذه السلوكيات رصد دخول السيارات إلى مسارات غير مخصصة، إنزال الركاب في أماكن تفتقر إلى معايير الأمان، التوقف الفجائي من دون وجود مبرر واضح، تجاوز الحدود القانونية للسرعة، وصولاً إلى السير فوق الأرصفة. وتتنافى هذه التصرفات مع الضوابط المرورية وتعرض حياة المستخدمين والمشاة للخطر.
شهدت إحدى الحوادث خروج سيارة من طراز تسلا عن مسارها أثناء محاولة الانعطاف، لتستمر بالقيادة في اتجاه المركبات القادمة لمدة قاربت ست ثوانٍ بعدما تذبذبت عجلة القيادة. الحادث أجبر سيارة أخرى على إطلاق البوق تحذيراً، الأمر الذي يكشف عن خلل في برمجة النظام وفشله في تطبيق قواعد المرور الأساسية.
وأعربت الإدارة الفيدرالية الأمريكية لسلامة الطرق (NHTSA) عن قلق متزايد تجاه هذه الحوادث، وأشارت إلى نية فتح تحقيق معمق لمراجعة برمجيات القيادة الذاتية لشركة تسلا. هذه الإجراءات قد تقود إلى فرض ضوابط إضافية تهدف إلى رفع مستويات الأمان للركاب والمارة.
في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من أن تؤثر هذه الحوادث على ثقة المشترين بمنتجات الشركة، كما قد تدفع الجهات المعنية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الرقابية، بالرغم من سعي تسلا المستمر لتعزيز مكانتها في مجال النقل الذكي والسيارات الذاتية القيادة.