
تواصلت التفاعلات والجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعد الأداء المتميز الذي قدمه الحارس المغربي ياسين بونو مع نادي الهلال في كأس العالم للأندية 2025، حيث تصاعدت المقارنات بينه وبين أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ إفريقيا، المصري عصام الحضري. هذه النقاشات لم تقتصر فقط على مدى أحقية بونو بالدخول إلى قائمة الحراس الكبار، وإنما شملت أيضاً معايير القياس للنجومية الكروية، معتبرين مسيرة كل لاعب نموذجاً مميزاً في عالم كرة القدم الإفريقية. وخلال ذلك، ظهرت تساؤلات حول ما إذا كان التفوق يحسم بالإنجازات والبطولات العديدة أو عبر تحقيق إنجازات نوعية على صعيد المنافسات العالمية.
في خضم هذه الأجواء، نشر عصام الحضري عبر حسابه الشخصي على إنستغرام مقارنة بين سيرته الرياضية وإنجازات بونو، حيث اعتبر كثيرون أن المنشور يلمح إلى التقليل من قيمة إنجازات الحارس المغربي مقابل تسليط الضوء على ما حققه الحضري نفسه طوال تاريخه. أدى هذا التحرك من الحضري إلى تأجيج الجدل قبل أن يعود ويحذف المنشور ويشارك منشورات تشيد بما قدمه بونو، لكن هذا لم يضع حداً للنقاشات بين المشجعين.
انقسم متابعو كرة القدم في القارة الأفريقية إلى فريقين: الأول يدافع عن الحضري، المعروف بـ”السد العالي”، والذي سجل حضوراً لافتاً امتد لأكثر من عشرين عاماً بواقع 38 لقباً، في مقدمتها تتويجه بأربع كؤوس أمم إفريقيا ومشاركته في كأس العالم 2018، وهي مسيرة وصفها عشاقه بالتاريخية. أما الفريق الآخر، فقد ذهب إلى أن ياسين بونو تجاوز تلك الأسطورة بفضل إنجازاته على الساحة الأوروبية، وقيادته لبلاده إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 كأول منتخب إفريقي يصل لهذا الدور، بالإضافة إلى حصده جائزة زامورا في الليغا الإسبانية، مما وضع القارة الأفريقية في مكانة عالمية جديدة.
أصبحت المقارنة بين بونو والحضري محور نقاش موسع حول كيفية تقييم العظمة في الملاعب: هل التتويج بالبطولات أم اجتياز التحديات في أقوى البطولات؟ ليظل الحوار والدفاع عن كل حارس مرمى مثالاً على تنوع وتطور قصص النجاح بين الأجيال في كرة القدم بالقارة السمراء.