مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة: سبع خطوات بأيدٍ سعودية محترفة تُبهر العالم

مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة: سبع خطوات بأيدٍ سعودية محترفة تُبهر العالم

يشهد المسجد الحرام في مكة المكرمة استعدادات سنوية دقيقة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة، حيث يتولى فريق سعودي متخصص يضم أكثر من 150 فنياً تنفيذ جميع مراحل تصنيعها بأعلى مستويات الحرفية والدقة، تطبيقاً لعادات متبعة في مطلع كل عام هجري. تمتاز كسوة الكعبة بجودة عالية وتصميم متقن يستخدم فيه الحرير الطبيعي والذهب والفضة، وتخضع صناعة الكسوة لسبع مراحل متتالية تشرف عليها أيادٍ سعودية خبيرة.

تتضمن المرحلة الأولى تحلية وتجهيز المياه المخصصة لغسل وصباغة الحرير وفق معايير دقيقة، وتليها عملية إزالة الطبقات الشمعية من خيوط الحرير وصباغتها باللون الأسود لكسوة الكعبة الخارجية، واللون الأخضر للحجرة النبوية والكسوة الداخلية، ثم تجفيف الحرير بعد الصباغة باستخدام مجففات متخصصة. بعد ذلك تبدأ مرحلة النسيج الآلي التي يتم فيها تحويل خيوط الحرير الخام إلى أقمشة منقوشة وسادة، من خلال تجهيز خيوط سداية يبلغ عددها 9900 خيط لكل متر وتركيبها على ماكينات نسج متقدمة.

تصل صناعة الكسوة بعد ذلك إلى مرحلة الطباعة، حيث يُثبّت القماش السادة على المنسج، وتُطبع عليه الآيات القرآنية باستخدام تقنية متطورة تعرف بالسلك سكرين، تشمل طباعة الحزام الذي يحيط بالكعبة وما تحته من آيات وزخارف وقناديل، وستارة باب الكعبة. في المرحلة الخامسة يتم تجميع أجزاء الكسوة والخياطة، حيث تتصل القطع المنقوشة مع بعضها البعض، بما في ذلك تجميع أجزاء ستارة الباب وتثبيت كل القطع المذهبة في مواقعها المحددة.

أما المرحلة السادسة، فتخصص لتطريز المذهبات، إذ تُطرّز الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية على القماش باستخدام خيوط الفضة المطلية بالذهب. كما يتم حشو الحروف بخيوط القطن لإبرازها بشكل بارز يمنح الكسوة مظهراً فخماً. تلي ذلك خطوة مراقبة الجودة حيث تُراجع كافة مراحل العمل بدقة للتأكد من مطابقة المواصفات والمعايير المعتمدة لكل جزء من الكسوة قبل تركيبها.

بعد انتهاء جميع المراحل، تنطلق مراسم تلبيس الكعبة في اليوم الأول من شهر محرم حيث يُزال الغطاء القديم وتُثبت الكسوة الجديدة، عبر إدلاء كل جانب من جوانب الكسوة بشكل منفصل وربطها مع بقية الجوانب عند الأركان وأسفل الكعبة، وتثبيت ستارة الباب الفاخرة في مكانها. وتستمر هذه العملية كجزء من إرث سنوي يحفظ قيمة ورمزية الكعبة للمسلمين حول العالم.