
كشف الدكتور عبدالله المسند، وهو أستاذ سابق في علم المناخ بجامعة القصيم، عن سبب التباين في طول فترات الليل والنهار بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالرغم من أن الفاصل بينهما يقارب 340 كيلومترا ويقع كل منهما تقريبًا على نفس خط الطول. وأوضح المسند أن هذا الاختلاف ناتج أساسا عن موقع المدينة المنورة شمال مكة بثلاث درجات من دوائر العرض تقريبا، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على حركة شروق الشمس وغروبها على مدار السنة في كلا المدينتين.
وأشار المسند في حديثه إلى أن أوقات غروب الشمس تتقارب بين المدينتين خلال أواخر شهر فبراير وأوائل مارس، بالإضافة إلى بداية شهر أكتوبر، حيث لا يلحظ أي فرق يُذكر. بينما يختلف الوضع في منتصف يونيو خلال موسم الصيف، حينها يتأخر غروب الشمس في المدينة المنورة عن مكة المكرمة بنحو تسع دقائق، ويعزى ذلك إلى ميل محور الأرض وزيادة طول النهار كلما اتجهنا شمالا.
وأوضح أيضا أنه في نهاية شهر ديسمبر خلال فصل الشتاء، يصبح غروب الشمس في مكة المكرمة متأخرا عن غروبها في المدينة المنورة بخمس دقائق تقريبا، ويكون ليل المدينة المنورة أطول نتيجة موقعها الجغرافي شمال مكة. وبين المسند أن تماثل خطوط الطول بين المدينتين لا ينعكس على تساوي طول الليل والنهار، إذ إن اختلاف دوائر العرض يخلق فروقات ملحوظة في تعاقب الليل والنهار خاصة في فصلي الربيع والخريف، وتزداد هذه الفوارق وضوحا خلال الصيف والشتاء.