
يُعتبر وادي فاطمة واحدًا من أبرز المعالم الطبيعية التي تتميز بها منطقة غرب المملكة العربية السعودية، حيث يمتد لمسافة تصل إلى 210 كيلومترات بداية من أعالي جبال السراة وحتى جنوب محافظة جدة. يمر الوادي خلال رحلته عبر أراض تتميز بخصوبتها، ويتخلله عدد من القرى ذات التاريخ العريق، من أهمها الجموم، ما أكسبه أهمية كبيرة عبر العصور.
عرف هذا الوادي قديمًا باسم مر الظهران، ويمتاز بتنوع بيئته وجمالية مناظره الطبيعية، حيث تنتشر فيه مزارع النخيل والخضروات التي تعزز من مكانته كواحد من أهم المناطق الزراعية التابعة لمنطقة مكة المكرمة. وتتميز أراضيه بموارد طبيعية ساهمت في تطور الأنشطة الزراعية وساهمت في استقرار التجمعات السكانية حوله.
شهد وادي فاطمة في عام 1405هـ تنفيذ واحد من أهم المشاريع المائية على مستوى المنطقة، حيث أُقيم به سد كبير يهدف إلى تنظيم تدفق المياه وإمداد الأراضي الزراعية بشكل مستدام طوال فصول العام. أسهم هذا المشروع في رفع كفاءة الاستفادة من مياه الوادي ودعم النشاط الزراعي، ما عزز من ازدهار المجتمعات القروية الموجودة على ضفافه.
يشكّل وادي فاطمة مشهدًا فريدًا يجمع بين جمال الطبيعة وأصالة التاريخ، ويمثل دلالة حية على التراث البيئي والثقافي في منطقة مكة، ليظل أحد أبرز الشواهد الطبيعية التي تحتفظ بذكريات المكان وجاذبية البيئة المحلية.