
ارتفاع الكوليسترول في الدم يعتبر مشكلة صحية صامتة، إذ غالبا لا تظهر له علامات تحذيرية واضحة رغم أنه قد يهدد صحة القلب ويسبب أمراضا قلبية خطيرة أو سكتات دماغية في حال لم يتم تشخيصه أو التعامل معه في الوقت المناسب. الفئات الأكثر تعرضا لهذه الحالة هي الرجال والأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، كما تؤثر عوامل نمط الحياة بشكل كبير على فرص الإصابة، خاصة عند تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة، أو وجود زيادة في الوزن، أو قلة الحركة والنشاط، إلى جانب التدخين وتناول الكحول.
الجانب الوراثي يلعب أيضا دورا في بعض الحالات، كما هو الحال في فرط كوليسترول الدم العائلي، حيث تؤدي الطفرات الجينية إلى صعوبة تخلص الكبد من الكوليسترول الزائد ليتراكم في الدم. بعض العلامات المميزة لهذه الحالة منها ترسبات دهنية صفراء صغيرة قرب العين يطلق عليها اسم زانثلاسما، أو تشكل حلقة بيضاء شاحبة حول القزحية تعرف بقوس القرنية، كما يمكن ملاحظة تورمات دهنية على الأصابع أو الركبتين وتسمى ورم الأوتار الأصفر.
تنصح هيئة الخدمات الصحية البريطانية بإجراء اختبار للكوليسترول للأشخاص فوق سن الأربعين، أو من لديهم وزن زائد، أو تاريخ عائلي بأمراض القلب أو الكوليسترول، خصوصا إذا لم يسبق لهم إجراء هذا الفحص. كما تؤكد مؤسسة القلب البريطانية أن ممارسة النشاط البدني المنتظم من العوامل المهمة في تقليل الكوليسترول الضار، مع الإشارة إلى أن الفعالية لا تقتصر فقط على التمارين الشاقة بل تشمل أيضا أنشطة معتدلة مثل المشي السريع أو صعود الدرج أو ممارسة اليوغا.
الابتعاد عن التدخين من أكثر الخطوات فاعلية في تحسين صحة القلب ومستويات الكوليسترول. الدراسات تظهر أن التأثير الإيجابي يبدأ بعد بضعة أيام من التوقف، بينما ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف بعد مرور عام على ترك التدخين. أما التغذية الصحية فهي محور رئيسي في رحلة السيطرة على الكوليسترول، حيث يوصي المختصون بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الزبدة والكريمة والأجبان الصلبة والفطائر والنقانق والكيك والبسكويت، بالإضافة إلى المنتجات التي تحتوي على زيت النخيل أو زيت جوز الهند.
من الملفت أن هناك مؤشرات جديدة حول بعض الأطعمة، مثل البيض المقلي، إذ أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أنه ليس دائما من مسببات ارتفاع الكوليسترول كما كان يعتقد سابقا. وتشير أبحاث إضافية إلى إمكانية خفض الكوليسترول من خلال اختيار وجبات إفطار صحية دون الحاجة للأدوية.