
شهدت العاصمة السورية دمشق خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي السوري 2025 توقيع اتفاقية تعاون بين شركة اتحاد سلام للاتصالات السعودية ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية. تهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع خدمات الاتصالات المتخصصة على مستوى سوريا، ويُتوقع أن تسهم في تحقيق التحول الرقمي وتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد والمنطقة ككل. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المشتركة لتحديث قطاع الاتصالات وتفعيل استثمارات نوعية في المجال التقني.
تشمل الاتفاقية استكشاف فرص لإنشاء نقاط بروتوكول شبكة الإنترنت في كل من مدينتي دمشق وحلب، ما يمهد الطريق لربط محلي ودولي عالي الاعتمادية على مستوى الخدمات، وهو ما من شأنه رفع جودة الاتصالات الرقمية وتوفير بيئة تقنية متقدمة تواكب أهداف التحول الرقمي في سوريا. كما تدعم هذه المشاريع تطوير منظومات تقنية مثل الذكاء الاصطناعي، مراكز البيانات، البرمجة والأكاديميات الرقمية، بما يحقق قفزات ملموسة في جاهزية البنية التحتية الرقمية السورية.
من جانبه، أكد وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح خلال كلمته في المنتدى أهمية الشراكة السعودية السورية في قطاعات التقنية والاتصالات، ووجه الشكر لنظيره السوري عبد السلام هيكل على سعيه المستمر لتعزيز التعاون مع الشركات السعودية. وجاء في تصريحات الفالح أن قيمة الاتفاقيات الاستثمارية بين السعودية وسوريا تقدر بنحو أربعة مليارات ريال سعودي، حيث تسهم المملكة باستثمارات تقنية تتجاوز 3.6 مليار ريال لدعم المشروعات الرقمية في سوريا، مع التركيز على إشراك القطاع الخاص السعودي في الخطط التنموية.
وتبرز هذه الاتفاقية كجزء من استراتيجية المملكة الرامية إلى ترسيخ ريادتها التقنية في المنطقة، مع دعم تكامل البنى الرقمية وإطلاق شراكات تؤسس لنماذج مستدامة في مجالات الابتكار والتحول الرقمي. كما تعكس توجهاً إقليمياً يهدف إلى توثيق العلاقات مع سوريا والمساهمة في بناء اقتصاد مزدهر يقوم على المعرفة والتقنية. وتعول القيادة السعودية على هذه الشراكات لمواصلة التعاون مع دمشق في قطاعات متنوعة تكمل رؤية البلدين للتنمية المستقبلية، بما يعزز حضور المملكة كلاعب رئيسي في المجال التقني والاقتصادي بالشرق الأوسط.