
يواجه العديد من كبار السن انتفاخ البطن بشكل متكرر وهو ما قد يؤدي إلى شعورهم بعدم الراحة، بل وقد يسبب بعض الألم أو الإحراج خاصة في اللقاءات الاجتماعية. رغم أن إطلاق الغازات يعتبر وظيفة طبيعية للجهاز الهضمي، إلا أن تكرار المشكلة أو صعوبة السيطرة عليها تنعكس سلبا على الصحة العامة والنفسية، وقد تدفع البعض إلى العزلة أو القلق بسبب المواقف المحرجة أو الخوف من حدوثها أمام الآخرين. السلوك اليومي والعوامل الصحية تلعب دورا كبيرا في تكرار هذه الأعراض لدى كبار السن.
تتغير قدرة الجهاز الهضمي مع التقدم في العمر، إذ يبدأ الهضم في البطء ويقضي الطعام فترة أطول في الأمعاء، ما يسمح بتراكم مزيد من الغازات. إلى جانب ذلك، تتغير البكتيريا النافعة في الأمعاء وتضعف العضلات المسؤولة عن طرد الغازات، ما يؤدي لزيادة هذه المشكلة مع مرور الوقت. هناك أيضا عوامل مرتبطة بالأدوية التي يتناولها كبار السن وكذلك بعض الأمراض المزمنة التي تزيد من احتمال المعاناة من انتفاخ البطن المفرط.
من أسباب انتفاخ البطن عند كبار السن أيضا التغيرات في العادات الغذائية، إذ قد يتناول البعض المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف للوقاية من أمراض مثل السكري وسرطان الأمعاء، لكن الإكثار من الألياف قد يصاحبه زيادة في إنتاج الغازات لدى بعض الأشخاص. كذلك تتغير قدرة الجسم على هضم بعض المكونات الغذائية مثل اللاكتوز، فقد يظهر عدم تحمل الحليب ومشتقاته عند التقدم في العمر حتى وإن لم يكن ذلك ظاهرا في سن الشباب.
يحدث أحيانا أن تشير مشكلة الغازات إلى بعض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي أو عدم تحمل اللاكتوز أو تكون ناتجة عن آثار جانبية لبعض الأدوية، لذلك من المهم إخطار الطبيب بأي تغييرات أو أعراض جديدة متعلقة بالجهاز الهضمي.
في حال عدم وجود أسباب طبية واضحة أو عدم الحاجة لتغيير العلاج، يمكن إدارة انتفاخ البطن عند كبار السن من خلال تعديل أنماط الحياة. ينصح في هذه الحالات بتخفيف استهلاك الأطعمة المسببة للغازات وزيادة شرب الماء للحفاظ على رطوبة الجسم. من المفيد أيضا ممارسة التمارين الرياضية المبسطة بانتظام لتحسين حركة الجهاز الهضمي. ينصح كذلك بتجربة تناول البروبيوتيك لتحسين حالة البكتيريا النافعة في الأمعاء. بعض العلاجات الطبيعية مثل شاي النعناع أو الزنجبيل قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص في التخفيف من أعراض انتفاخ البطن.