قصة المواطن الذي أطلق عليه الدكتور طارق الحبيب، المختص في علم النفس، لقب “مقبر الحريم”. هذا اللقب، الذي يبدو في ظاهره مثيرًا للضحك، يخفي وراءه طبقات من التعقيد النفسي والاجتماعي المواطن المذكور في القصة توالت عليه الأقدار بشكل غير مألوف، إذ تزوج مرتين وفي كل مرة توفيت زوجته. هذه التجربة المؤلمة لا تكون عادة موضع سخرية، ولكنها في هذه الحالة، تحولت إلى موضوع يُثار حوله الضحك. يتجلى هنا التناقض بين المأساة الشخصية والتعامل الاجتماعي الذي قد يعكس عدم الراحة أو حتى العجز عن التعامل مع الحزن والفقد.
النظرة الاجتماعية والنفسية لهذا المواطن
التفسير النفسي لهذا السلوك يعود إلى آليات الدفاع التي يستخدمها الإنسان للتعامل مع الألم والخسارة الضحك هنا قد يكون وسيلة للتخفيف من وطأة الحزن أو الإحراج الناجم عن المواقف الصعبة. من جهة أخرى، يمكن أن ينظر إلى هذه الحالة كتجسيد للإيمان بالقدر والتسليم بأن كل شيء يحدث لسبب ما، حتى وإن كان هذا السبب غير واضح لنا من المهم أيضًا التفكير في كيفية تأثير هذه التجارب على الشخص المعني نفسيًا. فمن الممكن أن يشعر بالذنب أو الإحباط بسبب فقدان زوجتيه، وقد يؤدي هذا إلى مشاعر معقدة تحتاج إلى التعامل معها بحذر وتفهم.
— منوعات إكس (@AmlShihata) November 19, 2023
مثير للاهتمام هو تشبيه الدكتور طارق الحبيب لهذه الحالة بقصة من الصحابيات الذين عاشوا خلال فترة الخلفاء الراشدين. هذا التشبيه يلقي الضوء على كيفية تعامل الناس مع مثل هذه الأقدار عبر التاريخ ويُظهر أن مواجهة التحديات الكبرى والأقدار الغامضة ليست بالأمر الجديد في النهاية، يمكننا أن نرى في قصة “مقبر الحريم” عبرة وتذكيرًا بأن الحياة قد تحمل أقدارًا غير متوقعة.