تراث يتحدى الزمن قصة جلد مدبوغ عمره 150 عامًا بجازان رفض فيه راعية 50 الف ريال! شاهد لماذا رفض التخلي عنة

في أحضان جبال الحشر الشاهقة بمحافظة الداير في جازان، تعيش المواطنة ساترة الحريصي قصة تراثية فريدة. إنها قصة جلد مدبوغ يعود تاريخه لأكثر من 150 عامًا، قطعة فنية تحمل في طياتها حكايات التاريخ والتقاليد. رفضت ساترة بيع هذه القطعة الثمينة مقابل مبلغ يصل إلى 50 ألف ريال، مؤكدة على قيمتها التراثية التي تفوق المادة خلال لقائها مع قناة العربية، كشفت ساترة عن مشاركتها في المعرض الدولي بالرياض، حيث عُرض عليها شراء قطعة الجلد المذكورة. ولكن، بثبات وإيمان بأهمية هذه القطعة التراثية، رفضت العرض بكل جرأة. تشير ساترة إلى أن هذا الجلد كان يستخدم في الماضي لحماية أسقف المنازل من تقلبات الطقس، مثل الأمطار وأشعة الشمس الحارقة.

تتألف قطعة الجلد من 28 قطعة من جلد الغنم، متوازنة ومتناغمة مع بعضها البعض. تُظهر ساترة كيف أن صناعة هذه القطعة كانت متعبة ودقيقة، حيث يتطلب دباغة الجلد فترة تمتد من 4 أشهر إلى سنة. بعد استخراج الجلد من الذبيحة، تقوم المرأة بمرحلة الدباغة، وهي عملية تحتاج إلى مهارة وصبر.

العناية المستمرة والتحدي

تتحدث ساترة عن كيفية صيانتها لهذه القطعة الفريدة بعناية فائقة، للحفاظ على شكلها ومنعها من التعرض للقطع أو التلف. إنها ليست مجرد قطعة جلد قديمة، بل هي تذكير حي بالتاريخ والثقافة والتقاليد التي تنتقل عبر الأجيال تجسد قصة ساترة الحريصي وجلدها المدبوغ قصة عشق للتراث والتاريخ. إنها تعكس التقدير والاعتزاز بالموروث الثقافي الذي يميز الشعوب ويحفظ هويتها عبر الزمن. وبهذه الروح، تستمر قصص مثل قصة ساترة في إلهامنا وتذكيرنا بأهمية الحفاظ على تراثنا كجزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية والإنسانية.

close