الزواج، هذا الرباط المقدس الذي يُعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، يحمل في طياته الكثير من الأبعاد الروحية والاجتماعية. لكن ماذا عن الزواج الذي يُبنى على نية الطلاق؟ هذه القضية تثير الكثير من الجدل في الأوساط الدينية والفقهية، وهو ما سلط عليه الضوء الشيخ الدكتور سعد الخثلان، أستاذ الشريعة ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية في مقطع فيديو نُشر على منصة “إكس”، يُفصل الشيخ الخثلان هذا النوع من الزواج، مشيرًا إلى أنه يُعد صحيحًا من حيث توافر الأركان والشروط اللازمة لإتمام النكاح. إلا أن المشكلة تكمن في نية الزوج، حيث يدخل في هذا العقد بنية مبيتة لطلاق الزوجة بعد مدة محددة أو بعد تحقيق غرض معين.
وجهات النظر الفقهية المختلفة
يُظهر الشيخ الخثلان أن العلماء اختلفوا في تقييم هذا النوع من الزواج. فهناك من يرى صحته ويستشهد برأي الموفق بن قدامة في كتابه “المغني”، مع الإشارة إلى أن هذا الرأي يحظى بتأييد عدد كبير من العلماء. ومع ذلك، فإن هذه الوجهة لا تخلو من الجدل من جهة أخرى، يبرز الشيخ الخثلان وجهة نظر أخرى، تتمثل في اعتبار الزواج بنية الطلاق نكاحًا غير صحيح. هذا الرأي هو السائد بين العلماء المعاصرين، وقد تم تأكيده من قبل المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي. يستند هذا الرأي إلى أن مثل هذا النكاح يتضمن عناصر الغش والتدليس، وهو ما يُعد خروجًا عن روح الزواج في الإسلام، الذي يُفترض أن يُبنى على الصدق والوضوح والالتزام.
🔆 ما حكم الزواج بنية الطلاق؟#سعد_الخثلان#درس_الخثلان#فتاوى_الخثلان#مجالس_الفقه
للاشتراك في قناة فوائد الخثلان على اليوتيوبhttps://t.co/CqBJW1KdJC pic.twitter.com/Ybe59Z23Bn
— منارات الهدى (@MnaratAlhuda) November 14, 2023
التبعات الاجتماعية والروحية للزواج بنية الطلاق
تتعدى مشكلة الزواج بنية الطلاق كونها قضية فقهية فحسب، إذ تحمل في طياتها تبعات اجتماعية وروحية كبيرة من الناحية الاجتماعية، يمكن أن يؤدي هذا النوع من الزواج إلى زعزعة استقرار الأسرة والمجتمع، ويخلق نوعًا من عدم الثقة في العلاقات الزوجية. أما من الناحية الروحية، فهو يتعارض مع القيم الإسلامية التي تحث على الصدق والإخلاص في العلاقات.