في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التقني، تحقق الشرق الأوسط إنجازًا تاريخيًا من خلال حاسوب “شاهين 3” العملاق، الذي أكد موقع TOP500 العرم – المتخصص في تصنيف الحواسيب العملاقة عالميًا – تصدره قائمة أقوى الحواسيب في المنطقة. هذا الإنجاز لا يعكس فقط التقدم التكنولوجي، بل يؤكد أيضًا على الدور المهم الذي تلعبه المنطقة في مجال الحوسبة الفائقة.
“شاهين 3″، الذي تم تطويره في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، لا يتميز فقط بقدراته الفائقة على المستوى الإقليمي، بل يحتل أيضًا المرتبة العشرين عالميًا. ويعود الفضل في ذلك إلى تطويره من قبل شركة هيوليت باكارد إنتربرايز (HPE)، مما يجعله أسرع بست مرات من نظيره “شاهين 2”. هذا التقدم الهائل يعادل قوة أكثر من 500 ألف حاسوب “ماك بوك برو” من الجيل الأحدث، معتمدًا في ذلك على معمارية HPE Cray EX، المعروفة بأدائها الاستثنائي عالميًا.
دور “شاهين 3” في دعم البحث العلمي
يعتبر “شاهين 3” أداة رئيسية لدعم البحوث في كاوست، حيث سيستخدم في بناء واختبار النماذج الرياضية والمحاكاة في مجالات عدة. من خلال استخدام التعلم الآلي والشبكات العصبية، سيساعد “شاهين 3” في تحقيق اكتشافات علمية مهمة، وتعزيز التصميم الهندسي ودعم السياسات. هذا الأداء العالي يبشر بإمكانيات لا حدود لها في المستقبل، مما يؤكد على دوره الحاسم في دعم مشاريع الاستدامة والتغير المناخي التي تتوافق مع رؤية السعودية 2030 يسهم “شاهين 3” بدور فعال في تسريع التنمية المستدامة داخل المملكة العربية السعودية. يمكن لقوته الحاسوبية العملاقة أن تساعد في تحليل البيانات الضخمة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة، بما في ذلك تغير المناخ. وبهذه الطريقة، يعد “شاهين 3” ليس فقط تحفة تكنولوجية، بل أيضًا ركيزة أساسية للبحث العلمي والابتكار في المنطقة.
يمثل “شاهين 3” نقطة تحول في مسار التكنولوجيا العربية، ويؤكد على الدور الرائد للمنطقة في مجال الحوسبة العالية الأداء. مع هذا التقدم، تقف الشرق الأوسط على أعتاب عصر جديد من الابتكار والاكتشافات العلمية، ممهدةً الطريق نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
في عصرنا الحديث، تُعد الحوسبة الفائقة ركيزة أساسية في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وتقف جامعة كاوست في مقدمة هذا المجال، حيث تبرز برنامجها الطموح في استخدام الحواسيب العملاقة لإحداث ثورة في مجال البحث العلمي والابتكار.
تطور الحوسبة الفائقة في كاوست
تأسست جامعة كاوست مع التركيز على الحوسبة الفائقة كأحد محاورها الرئيسية. يشير البروفيسور ديفيد كيز، أستاذ الرياضيات التطبيقية ومدير مركز أبحاث الحوسبة الفائقة، إلى أن كاوست قد دمجت الحوسبة الفائقة في أبحاثها ومناهجها الدراسية منذ نشأتها، مؤكدًا على أهمية هذا التخصص في تطور المؤسسة التعليمية تمثل الحواسيب العملاقة مثل شاهين 3 نقطة تحول في مسيرة كاوست نحو الابتكار. يستخدم شاهين 3 في تعزيز الأبحاث في مجالات حيوية مثل تطوير المواد، الوقود البديل، وعزل الكربون. بالإضافة إلى ذلك، يوفر شاهين 3 قدرات تصوير علمي وتحليلي متقدمة في مجالات مثل اكتشاف مكامن النفط والتصوير الطبي.
كما أكدت تريش دامكروجر، نائب الرئيس الأول في HPE، فإن الحواسيب العملاقة أصبحت محورية في الأبحاث العلمية، خاصة في مجالات تغير المناخ والطاقة النظيفة. تعتبر كاوست مثالًا حيًا لكيفية تحقيق التقدم العلمي من خلال دمج الحوسيبة الفائقة في مناهجها الدراسية تواصل كاوست تحقيق إنجازات بحثية متميزة بفضل حواسيبها العملاقة مثل شاهين 1 وشاهين 2. يعتبر شاهين 2، الذي يعمل بسرعة 5.54 بيتافلوب/ الثانية، خطوة كبيرة نحو الأبحاث الأكثر تقدمًا ودقة.
تقف جامعة كاوست في مقدمة الجامعات العالمية في مجال الحوسبة الفائقة، حيث تستمر في تحقيق إنجازات مذهلة تسهم في دفع عجلة الابتكار والبحث العلمي نحو آفاق جديدة. مع حواسيب مثل شاهين 3، تفتح كاوست الباب واسعًا لاكتشافات جديدة قد تغير مستقبلنا.