في عصرنا الحاضر، حيث تتزايد المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة، تأتي قصة شاب تعرض لجلطة قلبية في سن الـ19 لتلقي الضوء على مشكلة خطيرة تؤرق المجتمع. الدكتور خالد الجهني، استشاري القلب والقسطرة القلبية، يسرد هذه الحادثة، مشيرًا إلى التدخين كالوحش الخفي وراء هذه الكارثة الصحية ليس غريبًا أن يكون التدخين سببًا رئيسيًا في حالات كثيرة من الأمراض القلبية. فالتدخين، خاصة بين الشباب، يمثل خطرًا متزايدًا على الصحة القلبية. الشاب الذي تحدث عنه الدكتور الجهني لم يكن يعاني من أي مرض مسبق، لكن شراهته في التدخين – حيث كان يدخن علبتين في اليوم – كانت كفيلة بأن تجره إلى هاوية الجلطة القلبية.
التدخين في سن المراهقة
ما يثير القلق حقًا هو أن هذا الشاب كان في مقتبل العمر، حيث لا يتوقع الكثيرون مواجهة مثل هذه المشكلات الصحية الخطيرة. التدخين في سن المراهقة يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة، تهدد ليس فقط بالأمراض القلبية، بل بسلسلة من المضاعفات الصحية الأخرى، التي قد تظهر في مراحل لاحقة من الحياة من المهم أن ندرك أهمية التوعية الصحية، وخاصة فيما يتعلق بمخاطر التدخين. يؤكد الدكتور الجهني على ضرورة قيام الوزارات والهيئات الصحية بدور فعال في تعزيز الوعي حول هذا الخطر. رفع مستوى التوعية يعد خطوة أساسية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
لا يمكن التغاضي عن الحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلة التدخين، خاصة بين الفئات العمرية الأصغر. التدخين لا يضر فقط بالفرد، بل يؤثر سلبًا على المجتمع ككل، مما يستدعي تضافر الجهود للحد من هذه الظاهرة.
فيديو | استشاري القلب والقسطرة القلبية د. خالد الجهني: شاب بعمر 19 عاما لا يعاني من ضغط ولا سكر ولا أي مرض وفوجئ بجلطة قلبية#الراصد pic.twitter.com/7G4tqt7RWd
— الراصد (@alraasd) November 13, 2023
الصحة أولًا والوعي طريقنا
تبقى القصة التي رواها الدكتور خالد الجهني بمثابة جرس إنذار ينبهنا إلى الخطر المحدق الذي يمكن أن ينجم عن عادات يومية كالتدخين. إن الوقاية من مثل هذه الحالات الطبية الخطيرة تبدأ بالتوعية والعمل على تغيير السلوكيات الضارة، خاصة في سن المراهقة. دعونا نضع الصحة في مقدمة أولوياتنا ونعمل معًا لبناء مجتمع أكثر وعيًا وصحة التدخين ليس مجرد عادة، بل هو إدمان يقوده النيكوتين. يعمل هذا المكون على تحفيز الدماغ ويخلق شعوراً بالراحة والاسترخاء مؤقتًا، لكن السعر الذي يدفعه المدخنون هو إدمان يصعب التخلص منه. يجدر بنا أن نتذكر أن النيكوتين يعد من أقوى المواد المسببة للإدمان، ويمكن أن يقارن بالإدمان على الهيروين أو الكوكايين.
ليس سراً أن التدخين يشكل خطرًا كبيرًا على القلب والأوعية الدموية. يؤدي التدخين إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات. كما أنه يسهم في ارتفاع ضغط الدم ويزيد من فرص تصلب الشرايين، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم في الجسم أحد أكثر الأضرار وضوحًا للتدخين هو تأثيره المباشر على الجهاز التنفسي. يعتبر التدخين سببًا رئيسيًا لأمراض مثل الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة. يحتوي دخان السجائر على مئات المواد الكيميائية الضارة التي تؤدي إلى التهاب وتدمير الأنسجة الرئوية، مما يقلل من كفاءة الرئتين ويجعل التنفس أمرًا صعبًا ومؤلمًا.