في زمن تتسارع فيه الخطى نحو ملاحقة الشهرة والظهور الإعلامي، يبرز موقف يجسد نقاء الطفولة وعفويتها، وهو ما حدث مع الطفل الصغير الذي التقى بسعود القحطاني، أحد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي. لنتجول في رحلة الحدث ونستلهم منها معاني البراءة والتربية الحسنة كان اللقاء بين طفل في الثامنة من عمره وبين شخصية لامعة في سماء التواصل الاجتماعي، حيث يبدو أن الصغير كان يحمل في جعبته طلباً بسيطاً، طلب أن ينشر القحطاني حسابه على تيك توك، ليس للفكاهة أو الرقص كما هو شائع، بل ليشارك العالم آيات القرآن والذكر الذي يملأ صفحته.
تربية راسخة في عصر السرعة
ما أثار الدهشة ليس طلب الطفل فحسب، بل المحتوى الذي يختار أن يملأ به وقته وصفحته الشخصية. في عالم يغرق بموجات المحتوى المتنوع وأحياناً السطحي، وجد القحطاني نفسه أمام طفل يحمل قيماً تربوية تختلف عن المألوف. إنه دليل على التربية الفاضلة التي تلقاها الطفل، والتي تعكس بوضوح اهتمام والديه بزرع القيم الروحية والأخلاقية في نفسه منذ الصغر.
لم يتوقف المشهد عند هذا الحد، فعندما عرض القحطاني على الطفل فكرة تصوير فيديو معًا وسؤاله عن نوع الموسيقى التي يرغب في إضافتها، كان الجواب ملهماً ومفاجئاً، “القرآن أفضل”. هذه الكلمات البسيطة لها وقع الصدى في قلب كل من يسمعها، مشيرةً إلى أن الاختيارات الروحية لا تزال تحتل مكانة في قلوب الناشئة، وأن الجيل القادم قادر على حمل مشاعل الإيمان والتقوى بكل فخر.
طفل ذهب لمشهور التيك توك سعود القحطاني وطلب منه نشر حسابه، المفاجأة الجميلة كانت محتوى حساب الطفل :
– سعود : وش تبى نضيف اغنية ؟
– الطفل: قرآن افضل 🤍 pic.twitter.com/IjoTnl3Iug— WHR (@whrumor) November 7, 2023
يبعث هذا الموقف رسالة قوية إلى الأجيال الصاعدة، فالشهرة ليست الهدف الأسمى، بل الأهم هو المحتوى الذي نقدمه والبصمة التي نتركها. في عصر يتسابق الجميع فيه للفت الانتباه بأي ثمن، يقف هذا الطفل كمثال يحتذى به، معلناً أنه يمكن للإنسان أن يكون مؤثراً وملهماً دون أن يفقد جوهره وقيمه.
قيم تتجاوز الزمن والتقنية
في ختام رحلتنا مع هذه القصة العذبة، نجد أنفسنا أمام مثال حي على أن القيم الراسخة لا تزال تتفوق وتشع في عالم متغير، وأن الطفولة ببراءتها قادرة على إعادة تشكيل مفاهيمنا حول النجاح والتأثير. ولعل في ذلك دعوة لكل منا لإعادة النظر في معاييرنا وأولوياتنا، والتأكيد على أن بإمكاننا جميعاً أن نكون قناة للخير والإلهام، مهما كانت وسيلتنا أو مجالنا.