تأتي واقعة “قعيد المجد” لتُسلّط الضوء على قضية أكبر تتعلق بسياسات المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي. حيث إن الهاشتاق الذي حمل عنوان “قعيد المجد” لم يكن مجرد عنوان يتصدر منصة “إكس” بل كان رسالة قوية تُعيد التأكيد على حقوق الأفراد والمجتمعات في بيئة الإنترنت قعيد المجد، الشخصية التي استطاعت أن تُحدث ضجة واسعة، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ما اعتبرته إساءة تمسّ كرامة وسيادة المملكة العربية السعودية. فقد استخدمت شعبيتها على منصة TikTok كأداة للتأثير، مُعلنة عن استعدادها للانسحاب من المنصة والانضمام إلى برنامج “جاكو” السعودي كشكل من أشكال الاحتجاج.
أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في الفضاء الافتراضي
تُبرز هذه الخطوة التي أقدم عليها قعيد المجد مدى أهمية الحفاظ على القيم والمبادئ التي تُشكل جوهر أي مجتمع، حتى في الفضاء الافتراضي الذي قد يُوهم بغياب الحدود. إن التعبير عن الرفض لمحتوى يُعتبر مسيئًا هو حق مشروع، ويندرج تحت مظلة الدفاع عن السيادة الثقافية والاجتماعية.
على TikTok وغيره من المنصات، يتوجب على القائمين على البرامج أن يتخذوا موقفًا حازمًا لضمان عدم الإساءة لأي فرد أو جماعة. لقد وضع قعيد المجد مهلة زمنية لتلك المنصات لتغيير سياستها، ما يعكس نوعًا من تكتيكات الضغط التي يمكن أن تؤثر فعليًا في إدارات تلك المنصات.
لما نشوف اسائه ضد دولتنا لازم كلنا نوقف مع بعض والموقف هذا من قعيد شي يرف الراس فيه #قعيد_يهدد_التيك_توك pic.twitter.com/poCH0T9rph
— ناصر (@nasiraldosry805) November 8, 2023
المنصات البديلة كخيار استراتيجي
التوجه نحو منصة “جاكو” السعودية يُمثل خيارًا استراتيجيًا يُظهر البحث عن بيئة رقمية تحترم القيم وتضع في اعتبارها الحساسيات الثقافية. إنها دعوة لتعزيز المنصات التي تُوجّه محتواها بما يتوافق مع الأطر الأخلاقية والقانونية للمجتمعات ما يُمكن استخلاصه من قضية “قعيد المجد” هو أن التنافس بين المنصات الرقمية يجب أن يكون محكومًا بقواعد تحترم الهويات الثقافية وتحمي الأفراد من الإساءة. يجب أن تكون المسؤولية المشتركة بين مستخدمي هذه المنصات ومدرائها العامل الرئيسي في صياغة مستقبل الفضاء الرقمي الذي نرغب جميعًا في أن يكون صحيًا وداعمًا للتنوع والاحترام المتبادل.