بعد أحداث موسم الرياض كاتب سعودي يهاجم المصريين “ماهياش شارع الهرم ولا نادي ليلي”

في عالم تسوده الحملات الإعلامية المتقلبة، يبرز التحدي في الحفاظ على صورة متوازنة وعادلة للأحداث. تلك الحملات التي غالبًا ما تكون مدفوعة بأجندات خاصة وتفتقر إلى الإنصاف، تشوه الحقائق وتنشر الأفكار المسبقة. فمن خلال نافذة صغيرة يطل البعض على العالم، نافذة يعتريها الرمد الذي يمنعهم من رؤية الصورة الكاملة في مقاله المعبر، يتناول الكاتب خالد السليمان هذا الواقع بحساسية وعمق، مشيرًا إلى الفجوة بين العالم الافتراضي والواقعي. يسلط الضوء على كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر النقد والرأي بطرق قد لا تعكس دائمًا الحقيقة الكاملة.

الفرق بين الصوت والتأثير تُعد الظواهر الصوتية مثالاً آخر على هذا الانفصال بين الصخب والتأثير الحقيقي. يُظهر السليمان كيف أن الكثير من الضجيج الإعلامي لا يترك أثرًا يُذكر في الواقع. يُعبر عن رأيه حول الأصوات التي تعلو دون أن تمس الجوهر، وتلك الحملات التي لم تغير في العمق بقدر ما خلقت أصداءً في أروقة الإعلام التقليدي.

مرتزقة الكذب

معركة الوعي في عصر المعلومات ربما الأكثر إثارة للاهتمام في مقال السليمان هو تصويره للتحول في وعي الجمهور العربي. يتحدث عن “مرتزقة الكذب”، الذين يستغلون الكلمات ويشوهون الحقائق لخدمة مصالحهم. لكن مع تزايد الوعي وبروز منصات التواصل الاجتماعي، أصبح الجمهور أكثر قدرة على تمييز الحقيقة وفضح الأكاذيب.

في هذا العصر، تُعتبر المنصات الرقمية ساحة مفتوحة للتبادل الحر للأفكار، حيث لم يعد الإعلام الموجه يملك السيطرة المطلقة على الرأي العام. يشيد السليمان بالعقول الراجحة والآراء الواعية التي تسهم في نشر الحقيقة وتقدم نموذجًا للتفكير النقدي والموضوعي البصيرة في زمن الأزمات مقال خالد السليمان ينبه إلى أهمية البصيرة في زمن يسهل فيه تشويه الحقائق. يؤكد على ضرورة النظر إلى الأحداث بعين العقل والمنطق، بعيدًا عن العواطف الجياشة والتحليلات السطحية التي تغذيها بعض وسائل الإعلام. يُعتبر مقاله دعوة لتبني وجهة نظر أكثر تعقلاً وتحرراً من الأيديولوجيات الضيقة التي تحجب الرؤية وتُعمي العقول.

يحثنا السليمان على تجاوز الصور النمطية والأحكام المسبقة لنصل إلى فهم أعمق وأشمل للأحداث من حولنا. ففي عالم يعج بالمعلومات والآراء المتضاربة، يظل البحث عن الحقيقة واجبًا لا يمكن تجاهله في عصر الانفتاح الثقافي والاقتصادي الذي تشهده منطقتنا العربية، تبرز مبادرات وفعاليات تعكس طموحات الشعوب وحكوماتها نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً. من بين هذه الفعاليات، يأتي موسم الرياض كحدث استثنائي يعد بمثابة منارة للنشاطات التجارية، الاستثمارية والترفيهية التي تسهم في إعادة صياغة ملامح اقتصاد المدينة بشكل يليق بتطلعاتها الكبيرة.

منظور عابر للحدود الأنشطة الاقتصادية والترفيهية

لا يمكن للعين أن تنكر ما تقوم به الرياض من جهود جبارة لتعزيز مكانتها كوجهة رئيسية للترفيه والأعمال في الشرق الأوسط. يخطئ من يظن أن موسم الرياض مجرد تقليد أو تكرار لأحداث ترفيهية أخرى في العالم العربي. إنه بحق يشكل بوتقة حقيقية للأنشطة التي تسعى لتحقيق النماء الاقتصادي والرخاء الاجتماعي، بما يتماشى مع الأهداف السامية لرؤية السعودية 2030.

يعكس موسم الرياض بصورة واضحة كيف يمكن للفعاليات ذات الطابع التجاري والترفيهي أن تلعب دوراً محورياً في دعم اقتصاد المدينة. هذه الفعاليات لا تقتصر فوائدها على النشاط التجاري فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء الوطن، ما يشكل دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار والنمو على صعيد آخر، يبرز الدور الذي تلعبه الفعاليات الكبرى مثل موسم الرياض في تعزيز العلاقات الثقافية والسياسية بين الدول، ولا سيما العلاقة المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. هذه العلاقات التي تمتد جذورها عبر التاريخ، تجسد مثالاً حياً على التكامل والوئام بين الشعوب، وتعزز مفهوم الأخوة والتعاون في وقت نحن في أمس الحاجة إليه.

إن العلاقة المتجذرة بين الشعبين تعد خير شاهد على أن الفن والثقافة والترفيه ليست مجرد أدوات للمتعة، بل هي روافد تغذي العلاقات السياسية وتعزز الصورة الذهنية والواقعية للدول.

 العرب وقلبه النابض

تظل الرياض، هذا البيت العامر، شاهدة على الحيوية والعطاء الذي لا ينضب. لم تتوقف عجلة الحياة فيها يوماً، بل تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، محتضنةً مختلف الأنشطة الإنسانية من إغاثة ودعم للقضايا العربية والإسلامية، إلى جانب تنظيم فعاليات تعكس روح العصر وتطلعات الشباب إن الرياض بما تحمله من تطلعات وأحلام تقف اليوم كمثال حي على أن الكلمات السلبية لن تعوق طريق التقدم والازدهار، بل ستظل الأفعال النبيلة والمساعي الجادة هي ما يعلو ويبقى في النهاية.

الرياض ليست مجرد عاصمة، بل هي رمز للإرادة والعزيمة التي تتحدى كل محاولات التشويه والنقد الذي لا يستند إلى منطق أو حقائق، وتثبت يوماً بعد يوم أنها قلب العروبة النابض بالحياة والأمل والعمل.

close