في قلب ملهم، حيث تسكن الأصالة شمال العاصمة السعودية الرياض، تلألأت ليلة من ليالي المجد، حيث الـ26 من مزاد نادي الصقور السعودي، تلك الليالي التي تزينت بروح التراث وشغف الصقارين. تلك المساءات التي تجمع بين ضلوعها هواة وخبراء الصيد بالصقور، ليس فقط من المملكة بل من كافة أرجاء المنطقة، تناغمت مع أصداء المزايدات ورنين الأموال التي تشهد على نبض حياة تراثية تتجدد.
تزينت الليلة بصفقتين مبهرتين، حيث أصبح شاهين فرخ، طرح النباه، محط الأنظار بدءًا من مزايدة افتتحت بـ50 ألف ريال، لتصل إلى أعلى القمم بـ93 ألف ريال. ولم تقف المفاجآت عند هذا الحد، إذ أُتبع ذلك بعرض مبهر لشاهين فرخ آخر، جاء طرحه من البطحاء، جنوب الأحساء، ليحظى بمبلغ 81 ألف ريال، مسجلاً بذلك انتقالاً لملكيته بين أيادي عشاق هذا النوع الفريد من الطيور.
تراث يحلق في سماء الحداثة خدمات نادي الصقور السعودي
لا يقتصر دور نادي الصقور السعودي على تنظيم المزادات التي تنبض بالحياة، بل يمتد ليشمل تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات التي تعزز تجربة الطواريح. فمن استقبال مالكي الصقور في مناطق متعددة من المملكة، إلى توثيق الطرح وفحص الطير، يحرص النادي على أن يكون الدعم شاملاً. وما يُضاف إلى ذلك من تأمين للسكن والنقل لهؤلاء الملاك إلى مقر المزاد، يصنع من الحدث لوحة تشكيلية تجسد الاهتمام بأدق التفاصيل.
تتعدى فعاليات المزاد حدود المكان لتصل إلى العالمية عبر البث المباشر للمزاد على القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يفتح نافذة للعالم ليطل من خلالها على هذا الموروث الثقافي العريق. والأروع من ذلك، أن هذه العملية التي تجري في غمرة الحماس والتنافس، لا ترهق المشاركين بأي رسوم إضافية، فالعملية نقية وصافية كنقاء تراث الآباء والأجداد.
حيث الأصالة تلتقي بالعصر
ما يحدث في ليالي مزاد نادي الصقور السعودي ليس مجرد بيع وشراء، بل هو عرس تراثي، احتفال بميراث يجسد الهوية العربية والخصوصية السعودية. إنها رحلة في عمق التاريخ، تمسك بأطراف المستقبل، مخلدة بذلك قصة عشق بين الإنسان والصقر، قصة تتوارثها الأجيال، وتبقى حية ترفرف في سماء الزمان.