في عالم تتلاشى فيه الحدود بين الحياة الشخصية والعامة، يأتي دور الفنانين تحت المجهر بقوة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمسؤولية الاجتماعية والإنسانية. مؤخرًا، أثار الفنان المصري باسم سمرة جدلًا بليغًا بعد مبادرة قام بها، قد يراها البعض صغيرة، لكنها فتحت باب النقاش حول الكثير من القضايا خطوة قام بها سمرة من موقع تصوير فيلمه الجديد “كتف قانوني”، حيث شهد الفيديو المنشور من قبل الفنانة هالة صدقي، النجم وهو يسهم بمبلغ ألف جنيه لصالح الهلال الأحمر لدعم فلسطين. قد تبدو اللفتة صادقة ومعبرة، لكنها أثارت ردود فعل متباينة على الساحة الافتراضية.
تبرع أم توقعات مجتمعية
لنكن واقعيين، لكل شخص الحق في تقدير ما يراه مناسبًا للتبرع به لكن في زمن السوشيال ميديا، يبدو أن الحدود بين الشخصي والعام قد تم تجاوزها. فالبعض شعر بالإحباط إزاء ما اعتبروه تبرعًا زهيدًا من نجم كبير، متوقعين أن يكون الرقم أكبر. في المقابل، رأى آخرون أن القيمة لا تكمن في الرقم، بل في المبدأ، مؤكدين أن أي مساهمة، مهما كان حجمها، هي خطوة إيجابية لا شك أن الفنانين يمتلكون تأثيرًا كبيرًا في المجتمع، ومع ذلك، يجب أن نتساءل: هل ينبغي علينا تحميلهم مسؤوليات إضافية بسبب شهرتهم؟ من الواضح أن مسألة التبرعات والدعم الاجتماعي قد أصبحت مرآة تعكس كيف ننظر إلى النجوم ونقيم أفعالهم، ولكن هل يجب أن يكون هذا مقياسًا لقيمتهم الفنية أو الإنسانية؟
التفاعل مع فيديو تبرع سمرة كان بمثابة موجة ردود أفعال تتراوح ما بين النقد اللاذع والدعم الصريح. وهنا نجد أنفسنا أمام معضلة؛ فمن جهة، يُظهر النقد الشديد توقعات المجتمع العالية من الشخصيات العامة والرغبة في رؤية النجوم كقدوات يحتذى بها في الأعمال الخيرية. ومن جهة أخرى، يعكس التأييد لسمرة رؤية أكثر واقعية تقدّر أي مساهمة وتعتبر القليل خيرًا من لا شيء.
باسم سمرة و هالة صدقي يجمعان التبرعات لأهل غزة pic.twitter.com/QAMfS9Gabp
— زيدان نجد (@Zidane__Najd) November 6, 2023