في عالم اليوم الذي يموج بالتغيرات السريعة والمتقلبة، يأتي البحث عن الاستقرار كهدف مشترك بين الكثير من الناس، خاصةً في العلاقات الشخصية. وقد أثارت نسرين الحربي، المشهورة على منصة تيك توك، جدلاً بنصحها الفتيات بالزواج من الرجال الذين تجاوزوا عمر الخمسين. لكن ما وراء هذه النصيحة؟ هل هي مجرد كلمات عابرة أم أن لها أساساً قد يستند إليه البعض في اتخاذ قرارات مصيرية كالزواج؟
تشير “مرحلة الاستقعاد” التي تحدثت عنها نسرين الحربي إلى فترة يبدأ فيها الرجل بالتصرف بطرق قد تبدو غريبة الأطوار للبعض، كإطفاء الأنوار والمكيفات وغيرها من التصرفات التي تعكس رغبة في الاقتصاد والتحكم. وترى الحربي أن الحل لهذه المرحلة يكمن في الزواج، حيث تقدم الزوجة الدعم والمشاركة في إدارة الحياة اليومية.
الزواج من رجل في الخمسين النضج العاطفي والاستقرار المالي
أحد الأسباب التي قد تجعل فكرة الزواج من رجل تجاوز الخمسين تبدو جذابة هو النضج العاطفي. غالبًا ما يكون الرجال في هذه الفئة العمرية قد خاضوا تجارب متعددة تسهم في تحقيق الاستقرار العاطفي والمالي، مما يعني علاقة أكثر توازنًا وأمانًا. يمكن لهذا النضج أن يوفر أرضية صلبة لبناء حياة زوجية مستقرة، وهو ما قد يكون مغريًا للفتيات اللواتي يبحثن عن الأمان والثبات في علاقة طويلة الأمد.
مع ذلك، لا يمكن الحكم على العلاقات من خلال العمر فقط. الزواج قرار يعتمد على الكثير من العوامل، بما في ذلك التوافق الشخصي والقيم المشتركة والأهداف المتوافقة. فالأمر لا يتعلق بعدد الشموع على كعكة عيد الميلاد، بل بما يمكن للطرفين أن يقدماه لبعضهما البعض على المدى الطويل على الجانب الآخر، تُظهر نصيحة الحربي وجهة نظر تعتبر الزواج كمحطة لتحقيق الاستقرار للرجل في مرحلة معينة من حياته، لكن هل ينبغي على العلاقة أن تستند إلى “حل” مرحلة ما في حياة أحد الطرفين فقط؟ العلاقة الناجحة هي تلك التي تجد فيها كلا الطرفين مساحة للنمو والتطور والدعم المتبادل، لا أن تقوم على مفهوم الخدمة أو إدارة شؤون الطرف الآخر فحسب.
الحكمة قبل القرار
نصائح كنصيحة نسرين الحربي قد تكون مثيرة للتفكير، لكن يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار وليس كقاعدة ثابتة. الزواج قرار يحتاج إلى التفكير والتأني، ويجب أن يكون مبنيًا على أسس من التفاهم والحب والاحترام المتبادل، بغض النظر عن العمر.