في عالمنا المعاصر، حيث يسود العمل تحت ضغط الوقت والإلتزامات المتلاحقة، قد نمر بتجارب تذكّرنا بأهمية اليقظة والشجاعة والإنسانية. تلك الصفات اجتمعت في قصة بطولية، عندما تحولت رحلة عادية إلى مدرسة بمدينة صبيا إلى موقف حياة أو موت، وكانت البطلة فيها مشرفة التخطيط المدرسي، عبير عباس.
كانت الشمس ترسل خيوطها الذهبية لتلامس أرجاء المدينة، إذ يبدأ يوم جديد ملؤه العمل والنشاط. لم تكن عبير تعلم أنها على موعد مع موقف يختبر حضور البديهة لديها ويبرز قدرتها على التحكم في زمام الأمور. فقد انطلقت برفقة سائق السيارة إلى مهمة إشرافية في إحدى المدارس، لكن سرعان ما لاحظت شيئًا غير معتاد في سلوك السائق.
لحظات حرجة: التعامل مع الأزمة
عبير التي تعودت على الطريق وتفاصيله، لم تتجاهل علامات عدم التركيز التي بدت على السائق. بل كان لملاحظتها الدقيقة وسؤالها الفوري عن حالته الصحية، الأثر الكبير في منع كارثة محتملة. اكتشافها أن السائق مريض بالسكري ولم يتناول إفطاره كان بمثابة إنذار للعمل السريع.
تصرفات لا تنسى: إنقاذ السائق
بينما يتوقف البعض مترددًا، قررت عبير التحرك دون تردد. طلبت من السائق التوقف وتولت مقاليد الأمور بنفسها. لم تكتفِ بإيصال السائق إلى بر الأمان، بل تجاوزت ذلك لتذهب إلى أقرب محل وتشتري له عصيرًا، في محاولة لتعديل مستوى السكر في دمه. لقد كان تصرفها الحازم والإنساني نموذجًا يُحتذى به في الشجاعة والتعاطف.
دور المؤسسات: التعاون لسلامة الأفراد
ما يعزز من قيمة هذا الموقف هو سرعة استجابة الإدارة التي أرسلت سائقًا آخر لضمان استمرار الرحلة بأمان، وكذلك تأكيدها على أهمية الرعاية الصحية للعاملين. هذا التعاون المشترك بين الأفراد والمؤسسات يبرز أهمية العمل الجماعي والاهتمام بصحة وسلامة كل فرد.
الدروس المستفادة: اليقظة والتحلي بروح المبادرة
تختتم قصة عبير بدروس قيّمة في الحياة العملية والشخصية. تظهر لنا كيف يمكن للحظة من اليقظة والتصرف السريع أن تنقذ حياة إنسان. كما تؤكد على أهمية التدريب على إسعافات أولية والقدرة على التعامل مع الحالات الطارئة.