سعوديين يحولون مقهي لمركز تجمع بلقلب لندن ويتحول بعدها إلي مركز ثقافي سعودي لجميع المقيمين

في ركنٍ دافئ من أحد أشهر المولات بواشنطن، تفوح رائحة القهوة العربية الممزوجة بنكهات الضيافة السعودية، مخلقةً بذلك فضاءً ثقافياً فريداً يجمع بين السعوديين والعرب والسكان المحليين في العاصمة الأمريكية. هذا المقهى ليس مجرد مكان لتناول المشروبات الساخنة والحلويات الشهيرة، بل تحول إلى مركز ينبض بالحياة الثقافية والاجتماعية بندر الحناكي، طالب مبتعث في الولايات المتحدة الأمريكية، تبنى مهمة نقل الثقافة السعودية عبر مشروبها التقليدي. فبعزيمة وإصرار، عكف على تقديم تجربة القهوة السعودية في أمريكا، مشدداً على جودتها العالية وتنوع نكهاتها التي تعكس عراقة الضيافة السعودية.

من ساعة القهوة إلى مقهى ثقافي

المشوار بدأ في عام 2019، حينما شارك الحناكي في فعاليات “ساعة القهوة” بإحدى الجامعات الأمريكية، حيث قدم القهوة السعودية وتشكيلة منتقاة من الحلويات بالمجان. هذه الخطوة لم تكن إلا البداية لمشروع طموح كانت نتائجه مذهلة، حيث تمكن من جذب أنظار الجميع من مختلف شرائح المجتمع.

لم يقتصر الأمر على النجاح الجماهيري الذي حققه المقهى، بل لفت الانتباه حتى وصل صداه إلى الصحافة الأمريكية التي أولته اهتماماً كبيراً، خاصة خلال شهر رمضان، مما أضاف للمقهى شهرةً وجعله نقطة جذب للمستثمرين. وبالتدريج، تحول الزوار من كونهم في الغالب من الجالية السعودية والعربية، إلى أغلبية من السكان المحليين الذين يشكلون الآن أكثر من 60% من عملاء المقهى المقهى لم يكن مجرد نقطة لتناول القهوة، بل أصبح ملتقى يعبر عن تنوع الثقافات ويمهد الطريق للتفاعل والحوار بين الثقافات المختلفة. ومع تنامي شعبيته، بات يمثل جسراً يربط بين السعودية والعالم، ويعكس الصورة الحقيقية للكرم والضيافة العربية.

مستقبل المقهى ورؤية المؤسس

يحدو الحناكي الأمل في توسيع نطاق مشروعه ليشمل مزيداً من المدن والولايات، مع الحفاظ على الروح الأصيلة للمقهى كمركز ثقافي واجتماعي. إنه ينظر إلى مقهاه ليس فقط كمشروع تجاري ناجح، بل كمنصة لعرض غنى وتنوع الثقافة السعودية في كل رشفة قهوة سعودية يتذوقها زائر المقهى في واشنطن، هناك قصة تُروى عن بلد بعيد، وتقاليد عريقة، وحضارة راسخة. وفي كل لقاء وحوار يجري بين جدرانه، هناك جسر يُبنى للتفاهم والصداقة بين الشعوب. هكذا يستمر المقهى السعودي في واشنطن بكتابة فصول جديدة من القصص الإنسانية التي تجمعنا جميعاً تحت سقف الثقافة والتقدير المتبادل.

close