شاهد بعد الهجوم القوي علي موسم الرياض عمرو اديب يدافع عن هجوم بعض المصريين الحاقدين

لطالما كان الفن منبرًا للتعبير ومرآة تعكس واقع الشعوب وتطلعاتهم، ولا سيما في الوطن العربي، حيث تحمل الأعمال الفنية رسائل أبعد من مجرد الترفيه. وفي هذا السياق، أثارت تصريحات الفنان بيومي فؤاد خلال مشاركته في موسم الرياض موجة من الجدل، تنامت لتصل إلى سجال يتخطى الحدود الفنية إلى العلاقات بين الشعوب الشقيقة.

الفن لا يعترف بالحدود الجغرافية، ولطالما كان الفنانون العرب سفراء لثقافاتهم في مختلف أرجاء العالم. يتجلى هذا واضحًا في توجه الفنانين المصريين للعرض في السعودية، لاسيما في موسم الرياض الذي يعد منصة ثقافية بارزة في المنطقة. لكن، عندما ينظر الإعلامي عمرو أديب إلى هذا التوجه، يراه بمثابة جسر يربط بين الشعوب، فهو يتساءل: لماذا تتحول هذه الزيارات الفنية إلى مادة للخلاف؟

التعايش الثقافي وأثره

مع وجود أكثر من 2 مليون مصري في المملكة، تبرز أهمية التعايش الثقافي والتبادل الفني. هذا التلاقح لا يعود بالنفع على الجاليات المقيمة فحسب، بل يعزز أيضًا الجسور بين الشعوب ويقوي من أواصر الأخوة والتفاهم المتبادل.

ومع تطور وسائل الاتصال، باتت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للنقاش والتعبير عن الرأي، لكنها أيضًا قد تتحول إلى ساحات للخلافات. وهنا يُظهر أديب قلقه من تحول تلك الأحداث الفنية إلى ما يشبه الصراعات الافتراضية بين مستخدمي الإنترنت في البلدين. يبدو السؤال ملحًا: هل يجب أن يكون الفن محورًا للصدام أم جسرًا للتواصل والتفاهم؟

بناء الجسور بدلًا من الجدران

عندما نتأمل في الجدل الدائر، نجد أن هناك حاجة ماسة للتواصل الثقافي والفهم المتبادل. فبدلًا من بناء الجدران وتعميق الشقاق، يجب السعي نحو بناء جسور التواصل والإحترام المتبادل. وتأتي دعوة أديب كصوت عقلاني يدعو لتجاوز الخلافات والنظر إلى الفن كمنصة للحوار والتقارب، لا كساحة للتنازع والافتراق يشدد الإعلامي على أن الفن هو وسيلة لتقديم الجمال والمعنى والرسالة الهادفة. فالفن الحقيقي هو ذلك الذي ينير العقول ويمس القلوب، ويعزز من قيم التفاهم والسلام. لنتذكر دومًا أن الثقافة والفنون هي التي تصقل الهوية وتجمع شمل الأمة، وليست تلك التي تفرق أو تخلق الصراعات.

close