في رحلة الفنان نحو القمة، تتخلل مسيرته لحظات تحبس الأنفاس، تلك التي تكشف عن الإنسان وراء الأضواء. لقد أظهر الفنان المصري بيومي فؤاد جانبًا مؤثرًا من شخصيته، عندما تدفقت مشاعره الصادقة على خشبة المسرح في ختام مسرحية “زواج اصطناعي” خلال فعاليات موسم الرياض 2023. هذه اللحظة لم تكن مجرد نهاية عرض، بل كانت تجسيدًا لعلاقة تفاعلية بين الفنان وجمهوره، وتعكس مدى الاحترام والتقدير المتبادل.
يدرك بيومي فؤاد أهمية الجمهور في مسيرة أي فنان. فقد عبر عن امتنانه العميق للدعم والمساندة التي يتلقاها، مشددًا على أن تقديمه لفنه في السعودية هو شرف عظيم له كمصري يحمل فن بلده على عاتقه. كلماته التي تلتها الدموع تعكس صورة الفنان المحترف الذي يتجاوز دور الإضحاك إلى بناء جسور الاحترام بين الثقافات. وهذا بالضبط ما يُبني جسور الفهم والتقارب بين الشعوب.
رسالة فنان الاحترام المتبادل
من خلال حديثه، يرسل فؤاد رسالة واضحة حول أهمية الفن كأداة للتواصل الحضاري والإنساني. إن تأكيده على الاحترام المتبادل بينه وبين الجمهور ليس فقط تعبيرًا عن الأدب، وإنما هو تأكيد على قيمة الفن في تحقيق التقارب بين الثقافات. الفنان المصري، بهذه المناسبة، لم يكتفِ بإعطاء الجمهور لمحة عن مهاراته التمثيلية، بل منحهم أيضًا لمحة عن شخصيته الإنسانية، مؤكدًا على أن الفن رسالة سامية تتجاوز حدود الوقت والمكان.
— roaa☺️ (@RoaaRa2628336) November 6, 2023
كانت الكلمات التي وجهها فؤاد لزميله الفنان محمد سلام تحمل بين طياتها معاني عميقة عن الإخلاص والمسؤولية في الفن. فالفن ليس مجرد وظيفة يقوم بها الفنان لإمتاع الجمهور، وإنما هو التزام وإخلاص لمهنة تعتبر من أرقى أشكال التعبير الإنساني. بالفن، نقل فؤاد الحب والتقدير للجمهور الذي يعتبره فوق كل اعتبار، مرسلاً تحياته التي تنم عن عمق الرابطة بين الفنان ومحبيه.
خاتمة المسرح بداية لعلاقة جديدة
بينما يسدل الستار على المسرحية، يبدأ فصل جديد في العلاقة بين بيومي فؤاد وجمهوره، فالأثر الذي تركه ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو بصمة دائمة تثبت أن الفن يمكن أن يكون جسرًا للمودة والتقدير المتبادل. إنه دليل على أن الفن يمتلك القدرة على توحيد القلوب والعقول عبر الحدود والثقافات.
لا تقتصر مهمة الفنان على تقديم الفن فحسب، بل تمتد إلى تعزيز التفاهم والتقدير المتبادل بين الشعوب. وقد أدرك بيومي فؤاد هذه الحقيقة، مقدمًا لنا درسًا عمليًا في كيفية الارتقاء بالفن إلى مستويات أرقى من التواصل الإنساني.