الطيور الصحراوية في السعودية: اكتشف أسرار عبقريتها في التكيف مع الظروف القاسية

الطيور الصحراوية في السعودية: اكتشف أسرار عبقريتها في التكيف مع الظروف القاسية

الطيور الصحراوية في السعودية تمثل مثالاً حياً لقدرة الكائنات على التأقلم مع واحدة من أصعب البيئات الطبيعية، إذ استطاعت أن تطور خصائص فريدة تمكّنها من مواجهة قسوة الصحراء المتمثلة في درجات الحرارة المرتفعة، وندرة المياه، والتغيرات الحرارية الشديدة بين الليل والنهار. هذه الكائنات تبرع في تقليل فقدان السوائل من أجسامها سواء عبر الجلد أو الرئتين، وتعتمد على تغيير نمط حياتها عبر تقليص نشاطها خلال ساعات النهار الحارّة للحفاظ على طاقتها ورطوبتها.

وتتغذى معظم الطيور الصحراوية على مصادر غنية بالرطوبة مثل الحشرات والبذور التي تحتفظ بالماء، بينما تلجأ بعض الأنواع إلى السفر لمسافات طويلة بحثاً عن الماء والغذاء إذا ما شحّت الموارد في مناطقها. وهناك طيور أخرى تعتمد أساليب التمويه أو الاحتماء بتجاويف الصخور وجذوع الأشجار الصحرواية لتقليل تأثير الشمس والحرارة عليها.

من بين الطيور التي تتميز بقدرتها على التأقلم في الصحراء السعودية الحبارى، المشهورة بقدرتها على المراوغة والحركة الهادئة لتفادي المخاطر، وكذلك الرخمة وهو طائر جارح يفضل العيش في المناطق الجبلية وشبه القاحلة، بالإضافة إلى القمري الصحراوي واليمام وكلاهما يكثر وجودهما في محيط الواحات والمناطق القريبة من مصادر المياه المحدودة. الغراب الصحراوي يعتبر مثالاً على ذكاء الطيور وقدرته على استغلال الموارد النادرة، إلى جانب أنواع أخرى مثل طيور القبرة، النسور، العقبان، والبوم.

ورغم امتلاك الطيور الصحراوية هذه القدرات المتقدمة على التأقلم، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية وتناقص الغطاء النباتي، لا سيما في المناطق المحمية والحيوية التي تعتمد عليها الطيور المقيمة والمهاجرة. ولهذا السبب تبذل السعودية جهوداً ملموسة عبر هيئات مثل هيئة تطوير المحميات الملكية والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، من أجل الحفاظ على التنوع البيئي في الصحراء من خلال تنفيذ مشاريع لحماية المواطن الطبيعية، وتأهيل المناطق المتأثرة، وتكثيف متابعة حالة الطيور الصحراوية والأنواع الأخرى لضمان استدامة الحياة الفطرية.