
شهد المسجد الحرام والمسجد النبوي خطبتي الجمعة اليوم حيث تناول إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عدداً من المواضيع الهامة التي تعنى بحياة المسلم الروحية والاجتماعية، إذ ركز على أهمية تقوى الله والعمل على عبادته، والدعوة للتقرب إليه عبر الأعمال الصالحة وتجنب المعاصي والمنكرات. أشار السديس إلى ضرورة استلهام الدروس من الأحداث الكبرى مثل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقصة نبي الله موسى عليه السلام ويوم عاشوراء، مؤكداً أن هذه الوقائع التاريخية تحمل رسائل إيجابية في التفاؤل بحسن الظن بالله والاجتهاد في الطاعة لتحقيق النصر والتمكين.
تطرق السديس إلى رحلة موسى وهارون لدعوة فرعون للإيمان بالله، مبرزاً أهمية منهج الرفق والحوار والدعوة بالحكمة كقيم جوهرية لدعاة الإسلام، كما أشار إلى موقف بني إسرائيل عندما لاحقهم فرعون، وكيف رد موسى عليه السلام بيقين وتوكل وثقة بالله، ثم جاءت معجزة شق البحر وإنجاء بني إسرائيل وذلك في يوم عاشوراء الذي صامه موسى عليه السلام شكراً لله على نجاتهم. شدد السديس على أهمية اليقين الراسخ عند مواجهة الشدائد وأوصى الأمة بالاقتداء بهذا المنهج.
وانتقل السديس للحديث عن حادثة الهجرة النبوية الشريفة، موضحاً أن هذا الحدث اجتمع المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاعتماده بداية للتاريخ الهجري، باعتباره رمزاً للتمسك بالهوية الإسلامية والانتماء والاعتزاز بالتاريخ والحضارة الإسلامية. أشار السديس إلى دعوة الإسلام للتمسك بالخير والتفرغ للبناء والتنمية ونبذ الفتن والعنف، مؤكداً أن النجاة في الأزمات والفتن تتحقق بالتمسك بالشريعة والتوكل على الله.
في سياق حديثه عن الشكر، ذكر السديس أن موسى ومحمد عليهما السلام أظهرا عظمة الشكر لله في لحظات النصر من خلال صيام يوم عاشوراء، مستشهداً بالحديث الوارد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، والذي يبين مشروعية صيام هذا اليوم اقتداءً بأنبياء الله وشكراً على النعمة.
أما في المدينة المنورة فقد تناول إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح البدير موضوع ذكر الله وأثره العظيم في حياة المسلم، موضحاً، في خطبته أن تقوى الله ومراقبته تشكل مصدر الفضائل والأمان للعبد وأن الاعتصام بها سبيل النجاة. وأكد البدير أن ذكر الله دواء للأرواح وراحة للقلوب، وهو سبب للفلاح وصلاح الإنسان، مشيراً إلى أهمية المواظبة على الذكر في جميع شؤون الحياة، ومردفاً بالآية: واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون.
ذكر البدير أن الإكثار من الذكر يجلب النور والبركات لصاحبه ويمنح السكينة والطمأنينة ويبعد الهم والحزن ويقوي الإيمان، كما نقل أقوال الصحابة في فضل الذكر وأثره في جلاء القلوب ونجاة النفوس، موضحاً أن الذكر سلاح المؤمن ووسيلة لهون المصائب وزوال الكربات. دعا البدير المسلمين إلى الثبات على الذكر والأدعية الصحيحة في كل الأوقات لما فيها من أجور عظيمة وفضائل منيرة للحياة الدنيا والآخرة.