أثار نجاح الأمريكية جولي كلارك، البالغة من العمر 56 عامًا، اهتمام الأوساط الطبية، بعد أن نجحت في تقليل عمرها البيولوجي ليصل إلى 36 عامًا فقط، من خلال اتباع روتين حياتي يومي بسيط وفعال لا تتخطى تكلفته أربعة دولارات يومياً. تجربة كلارك لفتت الانتباه في وقت يبحث فيه الكثيرون عن حلول معقدة وباهظة الثمن لمقاومة مظاهر التقدم في العمر، بينما اختارت هي الاعتماد على نمط حياة متوازن يجمع بين الانضباط والمرونة، ويبتعد عن الحميات الصارمة والمكملات الغذائية مرتفعة الكلفة.
كلارك تبدأ يومها مبكرًا، حيث تستيقظ ما بين الساعة الرابعة والخامسة صباحًا، وتحافظ على مواعيد استيقاظ ثابتة خلال أيام الأسبوع. تفتتح يومها بترتيب السرير، تلاوة بعض مقاطع الكتاب المقدس وتناول كوب من الشاي الأخضر، ما يمنحها طاقة هادئة لبدء جدولها اليومي. عقب ذلك، تواصل يومها بممارسة الرياضة ستة أيام أسبوعياً، إذ تخصص ثلاثة أيام لتمارين المقاومة مثل القرفصاء المنقسمة والرفعة الرومانية، وثلاثة أيام أخرى لرياضة القلب الخفيفة، محافظة على معدل ضربات القلب ما بين ستين إلى سبعين في المئة من الحد الأقصى.
أما بالنسبة للتغذية، فلا تعتمد كلارك على عد السعرات الحرارية، بل تركز فقط على استهلاك رطل من الخضروات يومياً، إلى جانب توزيع مئة جرام من البروتين على وجبات اليوم. تبدأ إفطارها بمشروب يطلق عليه “الإكسير الأخضر”، يتكون من المورينجا، والخضروات المخمرة كالساوركراوت أو الكيمتشي، وبودرة الكولاجين لدعم صحة البشرة والمفاصل، مع جذر الماكا البيروفي لتحفيز الطاقة وتحقيق التوازن الهرموني. أما وجبة الغداء، فتحتوي عادةً على طبق من الخضار الطازج أو المطهو، يضاف إليه البيض أو اللحم خالي الدهون، فيما تميل في العشاء لاختيار شريحة من اللحم أو السردين مع خضار مشوي أو مطهو على البخار.
مع شهرة جولي كلارك في مجال مقاومة الشيخوخة، إلا أنها تلتزم بعدد محدود من المكملات الغذائية الأساسية فقط، وتشمل مجموعة فيتامينات ب، وزيت السمك الغني بالأوميغا 3، والبروبيوتيك لتحسين صحة الجهاز الهضمي، والمغنيسيوم بنوعيه السترات والثريونات، بالإضافة إلى فيتامين دي 3 مع كيه 2، والإينوزيتول، والأبيجينين، وL-theanine لدعم جودة النوم ورفع مستوى المزاج.
تولي كلارك أهمية قصوى لجودة النوم، حيث تخلد إلى السرير الساعة الثامنة مساءً. تسبق هذه الفترة ممارسة المشي لمسافة تتراوح بين ستة آلاف إلى تسعة آلاف خطوة يومياً، والاستماع إلى موسيقى هادئة، بالإضافة إلى تمارين التمدد، واتباع طقوس روتينية بسيطة للاعتناء بالنظافة الشخصية والاسترخاء قبل النوم. ترى جولي أن الكمال يعزز التوتر، وتؤمن بأن الأهم هو الاستمرارية رغم أية عراقيل حياتية أو إخفاقات عارضة.