زراعة 7.3 ملايين شجرة في مكة المكرمة تدعم مستقبلًا أخضر ومستدام

زراعة 7.3 ملايين شجرة في مكة المكرمة تدعم مستقبلًا أخضر ومستدام

انطلقت في منطقة مكة المكرمة جهود واسعة لتوسيع الرقعة الخضراء، حيث يعمل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتعاون مع 45 جهة من القطاعين العام والخاص على تنفيذ مبادرات تشجير متنوعة، مما جعل مكة إحدى المناطق الأكثر استهدافاً بالمشاريع النوعية المتعلقة باستعادة الغطاء النباتي في المملكة ضمن إطار مبادرة السعودية الخضراء. شهدت السنوات الأخيرة غرس نحو 7.3 ملايين شجرة في المنطقة كجزء من هذه الجهود، ويجري التنفيذ ضمن خطة طموحة تشمل تأهيل نحو 4.5 ملايين هكتار وزراعة مليار شجرة على مستوى المملكة بحلول 2100.

يركز المركز على تطوير بيئة مكة المكرمة من خلال تنفيذ سبعة مشاريع تشمل زراعة أكثر من 1.3 مليون شجرة ونحو 29 ألف شجيرة في مساحة تقارب 7.7 آلاف هكتار، موزعة على عشرة نطاقات رئيسية للتشجير. كما ترتكز خطة الري على الاستفادة من 61 محطة معالجة مياه، بما يسهم في تعزيز الغطاء النباتي بتحقيق استدامة الري وتقليل استهلاك المياه الجوفية.

سجلت المؤشرات البيئية تحسناً ملحوظاً في الغطاء النباتي مؤخراً، ويَعود ذلك لاتباع المركز سياسات بنيت على دراسات ميدانية دقيقة وتحليل للمواقع الأكثر ملاءمة للتشجير، بحيث تغطي النطاقات البيئية والزراعية والحضرية ومرافق المواصلات. وتطمح هذه المبادرات لتعزيز التنوع الحيوي وتقليل آثار التصحر وتحسين جودة الهواء في مكة المكرمة.

المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي يلعب دوراً محورياً في حماية وتنمية الغطاء الطبيعي عبر مشاريع التأهيل والمراقبة البيئية ومنع الاحتطاب وإدارة المراعي والمتنزهات، إضافة إلى متابعة التعديات والرقابة على مظاهر الانتهاك البيئي. تستند سياسات المركز في التشجير إلى استخدام الأنواع النباتية المحلية وتوظيف الموارد المتجددة وإشراك المجتمع المحلي، مع الالتزام بالحفاظ على التوازن البيئي وتوظيف النماذج الجغرافية المناسبة.

تسهم هذه الخطط والمشاريع في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء والحد من الانبعاثات والتغير المناخي، إلى جانب تعزيز التنمية البيئية والاقتصادية المستدامة، بما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة في الحاضر ومستقبلاً للأجيال القادمة.