أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن إنجاز مهم عبر مشروع مسام الخاص بتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، حيث تمكن منذ انطلاقه في يونيو 2018 وحتى الآن من إزالة أكثر من خمسمئة ألف لغم من مختلف المناطق اليمنية، بالإضافة إلى تطهير أكثر من سبعة وستين مليون متر مربع من الأراضي. ويمثل هذا المشروع إحدى المبادرات الإنسانية الكبرى التي تأتي ضمن جهود المملكة العربية السعودية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني، لا سيما أن الألغام التي انتشرت بعشوائية تهدد بشكل مباشر حياة المدنيين من أطفال ونساء وكبار سن، وتسببت في مآسٍ إنسانية واسعة.
تتولى فرق متخصصة مكونة من خمس مئة وخمسين عاملًا موزعين على اثنين وثلاثين فريقًا تنفيذ عمليات تطهير الألغام في جميع المحافظات اليمنية، ويشمل عملها إزالة مختلف أنواع المتفجرات كالألغام المضادة للأفراد، والألغام المضادة للدبابات، والذخائر غير المنفجرة، والعبوات الناسفة. أسهم ذلك بشكل واضح في تقليل أعداد الضحايا في المناطق المستهدفة، كما مكن العديد من النازحين والمزارعين من العودة إلى قراهم ومزارعهم واستئناف حياتهم اليومية بعد أن كانت تلك المناطق مصنفة ضمن المناطق عالية الخطورة.
نال مشروع مسام إشادات من منظمات أممية ودولية متخصصة في العمل الإنساني، بفضل نتائجه الملموسة في حماية المدنيين وإعادة الاستقرار إلى العديد من المناطق اليمنية. ومن أجل دعم ضحايا الألغام، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة مشاريع متعددة منها إنشاء مراكز للأطراف الصناعية في عدة مدن يمنية، لمنح المصابين فرصة جديدة وتحسين جودة حياتهم من خلال توفير برامج تأهيل متكاملة ودعم جسدي للمتضررين من ذوي الإعاقات الحركية بمختلف إصاباتهم.
ومن المعروف أن مركز الملك سلمان للإغاثة يمثل الذراع الإنساني للمملكة العربية السعودية، حيث يقود جهودًا إنسانية واسعة النطاق تمثلت في تنفيذ ما يقارب ألف وخمسة وستين مشروعًا في اليمن بقيمة تجاوزت أربعة مليارات وخمسمئة وثلاثة وثمانين مليون دولار أمريكي، شملت قطاعات متعددة منها الأمن الغذائي والصحة والتعليم والمياه والحماية وغير ذلك من المجالات الحيوية. ويمتد تأثير المركز عالميًا بتسجيل تنفيذ ثلاثة آلاف وأربعمئة وثلاثة وثلاثين مشروعًا إغاثيًا في مئة وسبع دول بإجمالي تمويل يصل إلى أكثر من سبعة مليارات دولار، بما يرسخ مكانته كواحد من أبرز المنظمات الإنسانية على مستوى العالم.
