
أكد الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن أن قوات التحالف العربي لم تستهدف مستشفى صرواح الريفي في مديرية صرواح بمحافظة مأرب بتاريخ الرابع والعشرين من أبريل 2015، كما لم تقم بتوجيه ضربات جوية إلى أي مواقع في قرية الجر بمديرية عبس بمحافظة حجة يوم السادس عشر من يونيو 2019، وذلك بعد مراجعة شاملة للوثائق والمستندات المتعلقة بمهام القوات خلال تلك الفترات. وشدد البيان على أن تحقيقات الفريق شملت مراجعة تقارير العمليات اليومية، الأوامر الجوية، صور الأقمار الصناعية، وزيارات ميدانية إلى مواقع العمليات والمنشآت ذات الصلة.
وجاء في بيان الفريق أن المزاعم بخصوص قصف مستشفى صرواح الريفي استندت إلى تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، الذي ذكر أن المستشفى تعرض لاقتحام من قبل عناصر جماعة الحوثي وتحويله إلى موقع عسكري ما أدى إلى استهدافه لاحقاً وتدميره بشكل كامل. غير أن الفريق أكد بعد مراجعة الصور الفضائية وتحليل الوقائع، أن المستشفى مكون من مبنى رئيسي وعدة ملحقات، ولم تظهر أي أدلة تدل على تعرضه لأضرار من جراء ضربات جوية، كما أنه مدرج ضمن قائمة المواقع المحظور استهدافها لدى قوات التحالف.
قام أعضاء الفريق بفحص جداول المهام اليومية للقوات المشاركة والاطلاع على قائمة المواقع المحظورة (NSL) إضافة إلى دراسة الموقف القانوني بحسب مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني. وتبين بعد البحث أن قوات التحالف لم تنفذ خلال المدة المشار لها في الادعاءات أي مهمات جوية في منطقة صرواح، لا في تاريخ الرابع والعشرين من أبريل 2015 ولا في اليومين السابق واللاحق لهذا التاريخ، الأمر الذي ينفي صحة الاتهامات.
وفي شأن حادثة قرية الجر في مديرية عبس بمحافظة حجة، تضمن بلاغ تلقاه الفريق المشترك ادعاءات بأن قوات التحالف شنت ضربتين جويتين يوم السادس عشر من يونيو 2019، استهدفت الأولى شاحنة صغيرة كانت متوقفة في القرية والثانية منزلاً ما تسبب في دمار الموقعين. وأفاد الفريق أنه قام بمراجعة كل الوثائق المتعلقة بالمهام الجوية التي شملت أوامر التنفيذ، الجداول اليومية، تقارير ما بعد المهمة بالإضافة إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وزيارات استطلاعية.
أظهرت التحريات أنه لم تُنفذ أي مهمة جوية في قرية الجر خلال التاريخ المشار إليه أو اليومين المحيطين به سواء عبر الطائرات المقاتلة أو الطائرات بدون طيار، كما أن المعاينة الفضائية للموقع لم تتبين منها علامات تعرض المكان لهجوم من الجو، ما ينفي كذلك صحة الرواية المتداولة بشأن استهداف شاحنة أو منزل في تلك القرية.
شدد الفريق المشترك لتقييم الحوادث على استمرار التزامه بالتحقيق الدقيق في كل الادعاءات المتعلقة بعمليات التحالف العربي ومدى توافقها مع قواعد الاشتباك والتعليمات العسكرية وأحكام القانون الدولي، مؤكداً انفتاحه على الاستناد إلى الوثائق والبراهين الموثقة لتحري الحقائق.