
شهد قطاع النقل الجوي في المنطقة تطوراً مهماً بعد إعلان فتح المجال الجوي السوري أمام الطائرات السعودية المتجهة إلى تركيا ودول أوروبا الشرقية، حيث كانت هذه المسارات مغلقة لعدة سنوات نتيجة التوترات السياسية والأمنية. وقد أصبح من الممكن الآن لشركات الطيران التجارية استخدام الأجواء السورية، الأمر الذي يساهم في تقليص أوقات الرحلات ويوفر استهلاك الوقود ويخفض التكاليف التشغيلية، في مقابل دفع رسوم عبور للسلطات السورية.
طيران ناس يعد أول ناقل سعودي يستفيد من هذه التغييرات، إذ بدأ بالفعل بتسيير رحلاته عبر الأجواء السورية إلى وجهات مثل إسطنبول وبودروم وتبليسي وسراييفو وبراغ وكراكوف. وكان المسار السابق للرحلات يتطلب التحليق عبر الأجواء المصرية وفوق البحر المتوسط، ما كان يطيل زمن الرحلة ويزيد من التكاليف.
التغييرات الأخيرة أدت إلى تقليص ملحوظ في وقت الرحلات، فمثلاً تقلصت مدة الرحلة بين الرياض وبودروم من ثلاث ساعات ونصف تقريباً إلى ساعتين وخمسين دقيقة، وهو ما وفر ما يصل إلى أربعين دقيقة من مدة السفر، إلى جانب تخفيض كمية الوقود المستهلكة في كل رحلة بشكل ملحوظ.
هذه التطورات تشير إلى تحسن الوضع في سوريا وتعكس تقدماً في عملية إعادة ربطها جواً مع الدول العربية ودول الجوار، مما يعزز العلاقات الاقتصادية والسياحية ويدعم تسهيل حركة الركاب والبضائع في المنطقة. من جانب آخر ينتظر أن تشكل إعادة فتح الأجواء السورية فرصة لشركات الطيران بهدف دعم توسع شبكاتها والوصول إلى مزيد من الأسواق، في ظل عودة الحركة الجوية الدولية تدريجياً عبر سوريا.