
تصدّر نادي الهلال السعودي عناوين الصحف الأوروبية مؤخرًا، ليس فقط بسبب اهتمام جماهيره بتأخر إدارة النادي في إتمام التعاقدات قبل مواجهة ريال مدريد ضمن منافسات كأس العالم للأندية 2025، ولكن أيضًا نتيجة للزخم الكبير الذي أحدثه النادي على الساحة الرياضية والإعلامية العالمية، إذ بات حضوره يتجاوز حدود أرضية الملعب ليشمل التأثير في الرأي العام الرياضي الدولي. في الوقت الذي تترقب فيه الجماهير السعودية حسم صفقات كبرى، اكتسب الهلال مكانة جديدة في المشهد الكروي العالمي، وجذب اهتمام الصحافة الأجنبية بأسلوب لم يكلفه أي إنفاق إعلامي مباشر، بل جاء ثمرة لاستراتيجية ناجحة وتفاعل جماهيري استثنائي.
خلال الأسابيع الماضية، تحولت تحركات الهلال في سوق الانتقالات إلى محور تغطية يومية في الإعلام الغربي، خاصة مع انتشار أخبار مفاوضاته مع أسماء بارزة مثل فيكتور أوسيمين وثيو هيرنانديز وبرونو فيرنانديز، إضافة إلى تعاقده مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي. هذه التطورات سلطت الضوء على قدراته الشرائية الكبيرة، حيث أفردت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقارير عن إمكانية ضم مهاجم ليفربول بدلاً من أوسيمين، مشيرة إلى قوة الهلال المالية وتنافسيته في سوق الانتقالات.
الوجود الإعلامي للهلال لم يقتصر على بريطانيا، فقد تناولت صحيفة أبولا البرتغالية تأثير النادي المالي المتزايد على حركة الانتقالات في أوروبا، وسط اهتمام مستمر بالصفحات الرياضية هناك رغم انشغال البرتغاليين بتتويج منتخبهم الوطني. أما الصحافة الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والهولندية وحتى بعض المصادر الإعلامية في أفريقيا، فقد عرضت تحليلات ومناقشات حول صعود الهلال اللافت ونفوذه الاقتصادي، ما دفع محللين ونجومًا سابقين إلى تناول تجربته عبر المنصات الرقمية.
وفي ظل إشادة متواصلة من وسائل الإعلام الأوروبية بتحركات النادي، تصدرت تقارير عن العروض السخية للهلال لأسماء مثل غيوقيريس وداروين نونيز المشهد، بينما اصطف آلاف المشجعين حول العالم لمتابعة أخباره وخططه المستقبلية، مما عزز من جاذبيته وقيمته السوقية الدولية. هذا التفاعل الملحوظ انعكس أيضًا على مبيعات التذاكر، إذ أظهرت تقارير أن أسعار تذاكر مواجهة الهلال لريال مدريد في مونديال الأندية 2025 بدأت من 310 دولارات، وهي الأعلى مقارنة بمباريات ريال مدريد الأخرى، بما في ذلك لقاءاته مع سالزبورغ النمساوي.
تواجد رئيس النادي فهد بن نافل في باريس الأيام الماضية استكمل المشهد، حيث أكدت مصادر رسمية أن مهمته تمثلت في متابعة الصفقات بشكل مباشر، الأمر الذي ساهم في ترسيخ صورة الهلال كقوة مالية محترفة تتخذ من العاصمة الأوروبية منصة لنشاطاتها التفاوضية.
رغم أن الجماهير لا تزال تنتظر أن تترجم هذه التحركات إلى صفقات رسمية على أرض الواقع، فقد أصبح الهلال بالفعل في قلب المشهد الكروي والإعلامي، جامعًا بين التنافس الرياضي والتأثير الاقتصادي وقوة الجذب الجماهيري، ومثبتًا مكانته كأحد أبرز الأندية العالمية قبل مشاركته المنتظرة في الأراضي الأمريكية.