شهد المسجد الحرام بمكة حدثاً بارزاً مع إطلاق معرض توعية وإثراء، الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتعاون مع مؤسسة المداد للتراث والثقافة. هذا المعرض، والذي يعد الأول من نوعه، أُقيم ضمن التوسعة السعودية الثالثة بالقرب من بوابة 100، ويأتي في إطار خطة الرئاسة لموسم حج 1446 هجري، ويهدف إلى إعلاء رسالة القرآن الكريم وتعزيز مفاهيمه العلمية والمعرفية أمام الحجاج وزوار بيت الله الحرام، ليصبح منصة تثري التجربة الإيمانية والمعرفية للزوار وتسهم في نشر هدايات القرآن عالمياً.
وفي تصريح صحفي، أوضح الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، أن معرض توعية وإثراء جاء ليبرز دور القرآن الكريم ورسائله الوسطية في بث قيم التسامح والاعتدال. كما أكد أهمية إبراز الهدايات القرآنية التي تحث على مكارم الخلق وتعد زاداً إيمانياً يحملها الحجاج معهم إلى أوطانهم بعد أداء مناسكهم.
وأشار السديس إلى اهتمام القيادة السعودية المستمر بكل ما يخدم القرآن الكريم ويساهم في نشر علومه على مستوى العالم، والتأكيد على أهمية تعظيم رسالة القرآن ونشر قيمه الحضارية والمعرفية عبر أرجاء العالم الإسلامي، تحقيقاً لقوله تعالى فذكر بالقرآن.
يتيح المعرض للزوار الاطلاع على عدد كبير من النسخ النادرة من المصاحف التي تعود لأكثر من ألف عام، بالإضافة إلى مخطوطات قرآنية تاريخية وألواح خشبية مكتوب عليها بعض الآيات، تعرض من مختلف عصور التاريخ الإسلامي، ما يثري محتوى المعرض ويمنح الزوار فرصة للاطلاع على التراث الإسلامي الأصيل.
ودعا رئيس الشؤون الدينية جميع الحجاج وزوار المسجد الحرام لزيارة المعرض الذي يسلط الضوء على الأصول القرآنية والتاريخية للمنطقة ويعكس عمق التاريخ الديني والحضاري للمملكة، كما يدعم رسالة الاعتدال والتسامح التي تحملها السعودية، ويعزز التواصل الثقافي والديني بين ضيوف الرحمن.
وحظي المعرض بدعم من المهندس أنس صالح صيرفي أمين عام مؤسسة المداد في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الرئاسة والمؤسسة، حيث أكد السديس حرص الرئاسة على توسيع مثل هذه الشراكات وتنظيم المزيد من المعارض المماثلة في الحرمين الشريفين. وشملت خطة الرئاسة للموسم الجاري تخصيص مسار إثرائي خاص لتعزيز رسالة القرآن الكريم وإيصال هداياته إلى العالمين.
