
يستعرض بينالي الفنون الإسلامية في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، تحفتين نادرتين من كسوات الكعبة المشرفة الداخلية. هذه الكسوات تجسد إرثًا إسلاميًا عريقًا، وتقدم للزوار لمحة عن فخامة الصناعة الحرفية الإسلامية ودلالاتها الروحية العميقة، مما يعكس ارتباط الفن بالحضارة الإسلامية عبر القرون.
تاريخ كسوة الكعبة الداخلية
تُشكل الكسوتان المعروضتان جزءًا من الإرث الفني الذي كان يزين أعمدة وجدران الكعبة المشرفة من الداخل. على عكس الكسوة الخارجية التي كانت تُنسج في مصر وتُرسل سنويًا مع قافلة الحج، كانت الكسوة الداخلية تُجدد على فترات، غالبًا مع تولي حاكم جديد. ومنذ القرن العاشر الهجري، امتدت الكسوة لتشمل الأعمدة الثلاثة داخل الكعبة، والتي نُقشت بأسماء “حنان، منان، ديان”.
الزخارف والتصاميم الفريدة
تتميز الكسوات الداخلية بزخارفها الفريدة التي تعكس الطابع الإسلامي. تحتوي هذه القطع النادرة على أنماط هندسية متشابكة باللون العاجي أو الأصفر على أرضية حمراء، مع شريط ضيق يحمل نصًا قرآنيًا من الآية 144 من سورة البقرة. هذه التصاميم تعكس المهارة الحرفية والتقاليد الروحية التي ارتبطت بالكعبة المشرفة عبر العصور.
حفظ التراث الإسلامي
إحدى الكسوتين المعروضتين تعود إلى مدينة بورصة التركية، ويُرجح أنها نُسجت خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين. هذه الكسوة محفوظة في المتحف الوطني للفن الآسيوي، مما يعكس أهمية الفنون الإسلامية في حفظ الموروث الديني والثقافي. عرض هذه القطع في البينالي يُظهر التقدير العالمي للفنون الإسلامية وقيمتها التاريخية والروحية.
تجربة زوار البينالي
يستمر بينالي الفنون الإسلامية في جذب الزوار حتى يوم 25 مايو المقبل، حيث يقدم تجربة استثنائية تجمع بين:
- التاريخ الإسلامي العريق
- الفنون الحرفية المميزة
- الروحانية العميقة
هذه الرحلة تتبع مسيرة الإبداع الإسلامي عبر العصور، وتجسد ارتباط الفن بالحضارة الإسلامية في أقدس بقاع الأرض.