
قدم الدكتور عبدالله المسند، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ والأستاذ السابق في جامعة القصيم، تفسيراً علمياً لأسباب الاختلاف الملحوظ في درجات الحرارة بين مدينتي جدة والدمام، رغم وقوعهما على سواحل بحار مفتوحة. وبين المسند أن العوامل الجغرافية والمناخية تلعب الدور الأبرز في هذا التباين، حيث تختلف طبيعة البحر المحاذي لكل مدينة وتأثير الرياح والعوامل الطبيعية المحيطة.
وتشير تحليلات المسند إلى أن جدة غالباً ما تسجل درجات حرارة أقل من الدمام خلال فصل الصيف بمتوسط يتراوح بين أربع وخمس درجات مئوية. ويعود ذلك إلى عمق البحر الأحمر القريب من جدة، ما يجعله يمتص الحرارة ببطء ويوفر هواءً بحرياً معتدلاً، في الوقت الذي تتعرض فيه الدمام لرياح البوارح الجافة والحارة القادمة من الصحراء باتجاه الداخل، وهو ما يرفع من درجات الحرارة فيها بشكل كبير.
في فصل الشتاء يتغير المشهد، حيث تظل جدة أكثر دفئاً من الدمام، ويرجع ذلك إلى الحواجز الجبلية في منطقة الحجاز التي تحيط بمدينة جدة وتحد من تدفق الكتل الهوائية الباردة، بينما المنطقة الشرقية بما فيها الدمام تفتقد هذه الجبال وتتعرض مباشرة للرياح الباردة، ما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجات الحرارة.
وفيما يخص فصلي الربيع والخريف، أكد المسند أن درجات الحرارة تتقارب بين المدينتين مع وجود اختلافات طفيفة حسب تطورات الطقس وموجاته.
أوضح المسند كذلك أن الرطوبة النسبية غالباً ما تكون أعلى في جدة خلال الصيف بسبب تأثير البحر الأحمر، ما يضاعف الإحساس بالحرارة، بينما بيّن أن أفضل فترة لزيارة جدة من ناحية اعتدال الأجواء تمتد من ديسمبر إلى مارس، أما بالنسبة للدمام فيوصى بزيارتها بين نوفمبر وأبريل.
وأوضح كذلك أن شهر سبتمبر يعد الأصعب حرارياً في مدينة جدة بسبب اجتماع درجات الحرارة المرتفعة مع نسبة رطوبة عالية، أما الدمام فيواجه أعلى معدلات الحرارة خلال شهر أغسطس، مع أجواء قاسية ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير.