أوضحت دراسة حديثة الطريقة المثلى لصيام يمتد لمدة 72 ساعة، مشيرة إلى فوائده في تحفيز الجسم على التخلص من الأورام والأمراض والسموم. خلال هذه الفترة، يبدأ الجسم سلسلة من التغيرات الحيوية التي تصب في صالح الصحة، حيث يعيد تدوير البروتينات التالفة والميتوكوندريا غير السليمة، ويتجه أيضًا إلى التخلص من الخلايا السرطانية في مراحلها المبكرة، وهو ما يقلل من تراكم النفايات التي تسبب الالتهاب والمرض. وتبرز الدراسة دور هذا الصيام في تحفيز الجهاز المناعي وتجديد خلايا الدم بصورة ملحوظة.
الصيام الطويل يمر بعدة مراحل محددة، تبدأ بالتحضير قبله بيومين إلى ثلاثة أيام، إذ يُنصح باتباع نظام الصيام المتقطع 16:8، أي تناول الطعام خلال ثماني ساعات فقط والصيام ست عشرة ساعة متبقية، لتعويد الجسم تدريجياً على حرق الدهون. بالتوازي مع ذلك، من الأفضل تقليل الكربوهيدرات والإكثار من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، والأفوكادو، وزيت MCT، وزبدة الأبقار التي تتغذى على الأعشاب، لضمان دخول الجسم في حالة الكيتوزية وتعزيز الاستفادة من الصيام المطول.
المرحلة الأولى تبدأ مع الساعات الأربع والعشرين الأولى من الصيام، والتي توصف بأنها الأصعب، إذ يتغير مستوى الطاقة ويشعر الشخص بالجوع والانفعال. عند انتهاء اليوم الأول، يبدأ هرمون الجوع في الاستقرار وتقل هذه الأعراض تدريجيًا. مع الانتقال إلى الساعات من 24 حتى 48، يظهر تحسن في التركيز وصفاء الذهن نتيجة ارتفاع مستوى الكيتونات المغذية للدماغ، ويزداد معدل هرمون النمو حتى ثلاثة أضعاف، مما يحافظ على الكتلة العضلية ويعزز فقدان الدهون بشكل تصاعدي.
خلال الساعات الأخيرة من الصيام، من 48 حتى 72 ساعة، تحدث عملية شفاء عميقة في الجسم، حيث من الممكن أن يزول ألم المفاصل وتتراجع أعراض الالتهاب، مع الشعور بتحسن ذهني ملحوظ. في هذا الوقت تحديداً، ينصح بتناول كميات كافية من الماء النقي بمعدل 2 إلى 3 لترات يومياً، بالإضافة إلى دعم الجسم بالإلكتروليتات لتجنب المضاعفات.
في فترة الصيام الممتد، يمكن الاكتفاء بشرب الماء النقي سواء كان عادياً أو غازياً، إضافة إلى القهوة السوداء دون سكر أو كريمة، الشاي العادي أو شاي الأعشاب، وكذلك الإلكتروليتات، ولا يُسمح بتناول أي أطعمة أو سكريات أو كربوهيدرات.
عند الإفطار بعد انتهاء صيام 72 ساعة، من المهم البدء بمرق العظام، ثم الانتظار لمدة ساعة قبل تناول بيضة أو اثنتين مخفوقتين أو الأفوكادو، وبعد ذلك بساعة أخرى يتم تناول وجبة بسيطة غنية بالبروتين والدهون الصحية. يفضل الابتعاد عن الكربوهيدرات والسكريات والطعام المصنع تمامًا خلال الساعات الأربع والعشرين التالية للإفطار، وذلك لضمان انتهاء الصيام بشكل آمن وتحقيق أكبر استفادة صحية ممكنة.