انطلقت فعاليات المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور لعام 2025 في منطقة ملهم شمال الرياض وسط حضور واسع من الزوار والمشاركين من داخل المملكة ودول الخليج إضافة إلى عدد من الدول الأخرى. يشكل هذا الحدث علامة بارزة في قطاع الصقور المتسارع بالنمو في السعودية حيث يقدم بيئة اقتصادية وتراثية واستثمارية، تجمع نخبة من المنتجين والمهتمين بمجال الصقور وتؤكد على الدور الريادي للمملكة إقليمياً في هذا المجال الحيوي. ويستمر المزاد حتى الخامس والعشرين من أغسطس الجاري ويتضمن مشاركات من مزارع إنتاج محلية وعالمية إلى جانب أجنحة متخصصة في مستلزمات رعاية الصقور وركن يستهدف فئة النشء تحت مسمى صقار المستقبل، إضافة إلى برامج تفاعلية تسعى لتعزيز الوعي بالموروث الثقافي السعودي ودعم استدامة القطاع.
حظيت نسخة هذا العام بإشادة واسعة من الحضور، حيث عبر الزوار الدوليون عن إعجابهم بالتنظيم والمحتوى. وأشارت المقيمة البريطانية راشيل فيليبس، المقيمة بالرياض منذ خمسة عشر عاماً، إلى إعجابها العميق بالتجربة ووصفته بالفرصة الاستثنائية خاصة بعد حملها لأحد الصقور لأول مرة، مؤكدة أن التنوع وجودة الصقور المعروضة تجاوزت توقعاتها ومثلت نافذة مهمة على سوق استثماري واعد. بينما قام زوجها نايجل فيليبس بتوثيق فعاليات المزاد وأبدى إعجابه بجمعه للأصالة السعودية مع مواصفات العرض العالمية، معتبراً المزاد فرصة لتفاعل مباشر مع الموروث المحلي.
من جانب آخر، أبدى الزوار الخليجيون رضاهم عن جودة التنظيم وتنوع السلالات المشاركة. وأوضح الصقار القطري مهنا بن محمد الدوسري أن مشاركته للعام الثاني كشفت عن تطور ملحوظ في خدمات التملّك وطرق الدفع، مؤكداً أن المزاد يعد منصة مثالية لتوسيع العلاقات التجارية ضمن القطاع، كما أعلن سعيه لاقتناء صقور جديدة للمشاركة في مهرجان سيف الملك عبدالعزيز والفعاليات الخليجية المقبلة. وشارك الصقار الكويتي فراج سليمان العنزي برأيه بأن المزاد أصبح محطة أساسية لمحبي الصقور سنوياً في المنطقة، مستشهداً بتنوع السلالات والقدرات التنظيمية التي تعزز من ثقة المستثمرين وتدفع نحو بناء سوق مستدام.
تأتي هذه الفعاليات في أجواء تراثية تبرز عمق الثقافة السعودية وتدعم جذب المستثمرين والمشاركين من مختلف الفئات حيث يشهد القطاع تزايداً في الاهتمام ويقدم المزاد مساحة للتبادل التجاري والمعرفي وتطوير علاقات التعاون بين المنتجين والمربين، مع الحرص على تفعيل الأنشطة التي ترفع من الوعي بأهمية الصقور في التراث الوطني وتشجع الجيل الجديد على الدخول في هذا المجال.
