انتشر في الفترة الأخيرة بين الشابات عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يعرف بظاهرة “الديدلاين” في العلاقات العاطفية، حيث تلجأ الفتيات إلى تحديد مدة زمنية قصوى للشريك كي يتغير للأفضل أو يثبت جديته في العلاقة. ويهدف هذا التوجه إلى تجنب ضياع الفرص أو التأخر في تأسيس علاقة مستقرة، غير أن كثيرات يشاركن تجاربهن حول هذه الخطة عبر مجموعاتهن الخاصة، ما أثار اهتمام الخبراء الذين أبدوا تحفظهم على بعض مظاهر هذا الترند.
وأوضحت ريم سعيد، أخصائي تعديل السلوك والتأهيل، أن إعطاء العلاقة مهلة محددة للتغيير ليس دائمًا فكرة خاطئة؛ فقد يكون مفيدًا في بعض الحالات إذا ارتبط بمعايير واقعية وقواعد واضحة. لكنها نبهت إلى خطورة الاستمرار في علاقة غير مناسبة بدافع الأمل والتعلق بفكرة أن الطرف الآخر سيتبدل مع الوقت، إذ يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى إصابة الفتاة بالإحباط وتكرار خيبات الأمل.
وترى سعيد أن وضع مدة نهائية يحمل جانبًا إيجابيًا عند استخدامه بطريقة مدروسة، فهو يساعد الفتيات على تقييم العلاقات وفرز الأشخاص بناءً على القيم والسلوكيات والانطباعات الواقعية، مما يساهم في حماية الصحة النفسية ويقلل احتمالية التورط مع شخصيات مضطربة أو غير مناسبة. وبالنسبة لها، فإن وجود قواعد تصون حدود العلاقة يخلق نوعًا من الأمان ويجعل القرارات المتعلقة بالارتباط أكثر توازنًا وموضوعية.
من الناحية النفسية والاجتماعية تؤكد سعيد أن العلاقات العاطفية ليست مبنية فقط على المشاعر، بل تستند إلى معايير التفاهم والتكافؤ في تحمل المسؤولية والمصالح المشتركة. وتشير إلى أهمية أن يكون العطاء متبادلًا وأن يكون للطرفين متسع من الحرية لوضع الشروط التي تساعد على استمرارية العلاقة ونجاحها مع الوقت.
وشددت الأخصائية على ضرورة تقييم العلاقة مع اقتراب نهاية المهلة المتفق عليها؛ فإذا لم يلاحظ أي تغير ملموس في سلوك الطرف الآخر، تنصح بإنهاء الارتباط دون تردد وعدم التمسك بعلاقة تستهلك الموارد النفسية والوقت. وأضافت بأن بعض العلاقات تتغير طبيعتها مع الزمن، وأن المرونة مطلوبة دائمًا، لكن يجب ألا يكون انتظار التحسن بلا حدود، فالعلاقات المتزنة قائمة على المواقف والفعل لا مجرد التمنيات.