مخلفات النخيل في العُلا تتحول إلى سماد عضوي يعزز الزراعة ويحسن التربة

مخلفات النخيل في العُلا تتحول إلى سماد عضوي يعزز الزراعة ويحسن التربة
مخلفات النخيل في العُلا تتحول إلى سماد عضوي يعزز الزراعة ويحسن التربة

تواصل الهيئة الملكية لمحافظة العلا العمل على مشروع متكامل يهدف إلى إنتاج السماد العضوي من المخلفات الزراعية وخاصة مخلفات النخيل، في خطوة تهدف إلى تعزيز التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة. يعتمد هذا المشروع بشكل أساسي على الاستفادة من النفايات الزراعية وتحويلها إلى مصدر حيوي يحسن من جودة التربة وكفاءتها الإنتاجية، ويساعد في معالجة أراض زراعية متدهورة. ونجح حتى الآن في تقليل حرق المخلفات وما يسببه من أضرار بيئية.

تمكن المشروع من إعادة تدوير أكثر من خمسين ألف متر مكعب من المخلفات الزراعية، وتحويلها إلى سماد عضوي يتميز بجودة مرتفعة، وتم توزيعه حتى الآن على ما يزيد على 1300 مزارع من محافظة العلا، مع خطط لتوسيع التوزيع حتى يشمل أكثر من ثلاثة آلاف مستفيد خلال الفترات القادمة.

ساهمت هذه المبادرة في تحسين حالة ما يتجاوز ثلاثة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية التي كانت متدهورة، ضمن برامج شاملة تهدف للارتقاء بالبنية الزراعية في محافظة العلا. كما أظهرت نتائج المشروع أنه أدى إلى تقليل استخدام الأسمدة الكيميائية بنسبة وصلت إلى ثلاثين في المئة، بالإضافة إلى خفض استهلاك المياه، مما انعكس إيجاباً على البيئة وأدى إلى عزل نحو 0.57 طن من ثاني أكسيد الكربون عن كل طن سماد عضوي منتج، بما يعادل خفض انبعاثات أكثر من ستة آلاف وثلاثمئة مركبة سنوياً.

تتم معالجات السماد بعدة مراحل فنية دقيقة تبدأ بجمع وفرز المخلفات ثم فرمها بأحجام مناسبة باستخدام تجهيزات حديثة. بعد ذلك تجرى عملية الترطيب وإضافة سماد حيواني وبكتريا مفيدة بنسب محسوبة، يعقبها تخمير وتهوية منتظمة لمدة نحو ستين يوماً، ثم يُعبأ السماد بعد وصوله لمرحلة النضج الكامل. وتخضع العينات لفحوص شهرية في مختبرات معتمدة للتأكد من معايير الجودة، بما في ذلك درجة الحموضة ونسبة الكربون إلى النيتروجين والمستوى الملحي. السماد المنتج غني ويحتوي على 52 بالمئة من المادة العضوية ويساعد التربة على الاحتفاظ بالماء بكفاءة أعلى.

على الجانب التوعوي، نظمت الهيئة الملكية برامج تدريبية وورش عمل حضرها أكثر من 240 مزارعاً وطالباً تناولت أحدث أساليب استخدام السماد العضوي. وتم التعاون مع مؤسسات بحثية لعقد لقاءات تثقيفية، بهدف نشر المعرفة بأساليب الزراعة المستدامة في أوساط المجتمع المحلي.

تعكس هذه الجهود التزام الهيئة الملكية للعلا بتحويل تحديات إدارة المخلفات الزراعية إلى فرص تنموية، من خلال توظيفها كمورد اقتصادي يسهم في تعزيز الأمن الغذائي، ورفع جودة الأراضي الزراعية، وبناء قطاع زراعي منتج وصديق للبيئة يواكب أهداف التنمية المستدامة في المحافظة.