كشفت دراسات حديثة أن درجات الحرارة المرتفعة لاسيما في أشهر الصيف تؤثر بشكل ملحوظ على جودة النوم والصحة العامة للجسم، إذ يعاني كثير من الأشخاص من صعوبة في الاسترخاء والانتقال إلى مراحل النوم العميق عندما تكون درجات حرارة الغرفة مرتفعة، الأمر الذي يؤدي إلى الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل والشعور بالإرهاق طوال اليوم التالي. المتخصص في علم النوم البروفيسور رومان بوزونوف أكد أن حرارة الصيف لا تفسد جودة النوم فقط، بل قد تسبب أيضاً تقلبات في المزاج وانخفاض القدرة على الاستشفاء الليلي.
وأشار بوزونوف إلى أن الدماغ خلال النوم يحتاج إلى فرصة لإعادة تشغيل وظائفه الحيوية، غير أن ارتفاع حرارة الغرفة يدفعه للتركيز على مقاومة الحرارة بدلاً من الاسترخاء، ما يؤدي إلى تعطل تلك الوظائف. كما شدد على أن آليات الجسم المسؤولة عن تنظيم الحرارة تبدأ بالعمل بكثافة نتيجة الحر الشديد، فينتج عن ذلك تعرق زائد وتبخر رطوبة الجسم، إلى جانب استهلاك طاقة إضافية بهدف التبريد، مما يؤثر سلباً على تركيز الدماغ على باقي العمليات الحيوية.
وأكد خبراء النوم أن هذه الظروف تؤدي إلى نوم مضطرب وسطحى، حيث يكافح الجسم للاستمرار في النوم، ويستيقظ الإنسان عدة مرات فتقل قدرته على استعادة النشاط وتزداد حدة الشعور بالتعب مع الصباح. كما أن موجات الحر قد تؤدي إلى إجهاد حراري يضاعف مشكلات النوم ويزيد من مستويات القلق.
ولمواجهة صعوبات النوم الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، نصح الخبراء بضرورة عدم تناول الأطعمة الدسمة أو المشروبات الغنية بالكافيين قبل النوم، مع الاعتماد على وسائل للتبريد مثل المكيفات أو أغطية الفراش المبردة، إضافة إلى الاستفادة من الروائح العطرية المهدئة مثل اللافندر.
