
التين يعد من الفواكه القديمة التي ارتبطت بالثقافات في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، ويحمل أهمية غذائية كبيرة بسبب فوائده الصحية المتعددة. يتميز التين بأن أزهاره غير مرئية للعين المجردة لأنها تنمو داخل الثمرة، ولهذا السبب يُطلق عليه أحياناً فاكهة بلا زهرة. يعتقد كثيرون منذ القدم بأن التين يرمز لطول العمر، وقد كان جزءًا من النظام الغذائي التقليدي لسكان تلك المناطق عبر العصور.
التين سواء كان طازجًا أو مجففًا يحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية الهامة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة. تتكون قشور ولب التين من أحماض فينولية وفلافونويدات تساهم بدور مهم في حماية خلايا الجسم من التلف بفعل الجذور الحرة، وهو ما يساعد في تقليل احتمال الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والتهاب المفاصل.
خبراء التغذية مثل سينثيا ساس يشيرون إلى أن تناول التين يسهم في خفض معدلات الالتهابات، كما قد يساعد في التخفيف من آلام الدورة الشهرية، ويرتبط بدور محتمل في السيطرة على الوزن. أجريت دراسات على مجاميع من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، ووجدت إحدى الأبحاث أن تناول أربع ثمرات من التين المجفف مرتين يوميًا أدى إلى تحسن ملحوظ في أعراض الجهاز الهضمي لديهم مقارنة بمن لم يتناولوا التين.
هناك أيضاً نتائج تشير إلى أن النساء اللواتي تناولن التين المجفف أثناء فترة الحيض لاحظن انخفاضاً في شدة الألم بنسبة أكبر من اللاتي تناولن القرفة أو لم يغيرن نظامهن الغذائي. كما أثبتت أبحاث منشورة في دوريات تغذية طبية أن مكونات التين من الألياف والبريبايوتكس تدعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما ينعكس إيجاباً على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
رغم الفوائد المتعددة، يشير الخبراء إلى أن التين يصنف غذاء عالي الفودماب، وبالتالي فهو قد يتسبب في مشكلات هضمية لدى بعض الأشخاص، خاصة من يعانون من القولون العصبي. وفي هذا السياق، ينصح المختصون بالتواصل مع أخصائيي الرعاية الصحية قبل إدخال التين إلى النظام الغذائي خاصةً لمن لديهم حساسية تجاه المواد النباتية كحبوب لقاح شجرة البتولا أو اللاتكس. وتسلط المراجعات العلمية الحديثة الضوء على الدور الإيجابي للتين في تقليل خطر التعرض لبعض الأمراض المزمنة من خلال تأثيراته المضادة للالتهاب ودعم التحكم بالوزن.