جنين مجمد يعيش 30 عامًا: كشف علمي جديد يثير جدلاً واسعًا

جنين مجمد يعيش 30 عامًا: كشف علمي جديد يثير جدلاً واسعًا
جنين مجمد يعيش 30 عامًا: كشف علمي جديد يثير جدلاً واسعًا

في تطور طبي غير مسبوق، شهد القطاع الصحي العالمي ولادة طفل من جنين تم تجميده قبل أكثر من ثلاثين عاماً، ما أثار العديد من التساؤلات حول قدرة الأجنة على البقاء صالحة للاستخدام بعد تخزينها لفترات زمنية طويلة. وتعود هذه الإمكانية إلى تقنية حفظ الأجنة التي تعتمد على التبريد الفائق، حيث يتم وضع الأجنة تحت درجات حرارة منخفضة للغاية تصل إلى نحو 196 درجة مئوية تحت الصفر باستخدام النيتروجين السائل، ما يؤدي إلى توقف النشاط البيوكيميائي فيها كلياً ويمنع عملية تحلل الخلايا بمرور الوقت.

وتلعب تقنية التجميد السريع دوراً مهماً في حماية الأجنة، حيث يتم من خلالها تجنب تكوين البلورات الثلجية داخل الخلايا، الأمر الذي قد يتسبب بتلفها. إذ تتحول السوائل الداخلية في الخلية إلى حالة زجاجية، بما يساهم في الحفاظ على بنية الخلية وسلامتها حتى بعد التخزين الطويل.

وعندما تقرر الجهات الطبية استخدام الجنين المجمد، يتطلب ذلك تنفيذ عملية إذابة دقيقة داخل المختبر، تليها فحوصات للتأكد من قوة وصحة الجنين، ويقتصر نقل الأجنة إلى رحم الأم على تلك التي تجتاز جميع الاختبارات بنجاح، الأمر الذي يزيد احتمالات حدوث حمل ناجح.

وتشير النتائج العلمية إلى أن طول الفترة الزمنية التي يقضيها الجنين مجمداً لا ينعكس سلباً على احتمالات نجاح الحمل، شريطة أن تتم عملية التخزين وفق المعايير الدقيقة وضمن درجات حرارة ثابتة دون انقطاع. وقد برز ذلك مع الطفل المعروف باسم ثاديوس، الذي وُلد أخيراً من جنين تم تجميده قبل ثلاثين عاما.

ويوضح الأطباء المختصون أن هذه التقنية الطبية الهامة تمنح الأمل لكثير من الأزواج ممن يواجهون صعوبات في الإنجاب، إذ تتيح لهم خيار تجميد الأجنة واستخدامها بعد سنوات طويلة، ما يوسع من الخيارات العلاجية المتاحة في مجال الخصوبة ويسمح بتشكيل عائلات في المستقبل حتى بعد فترات انتظار طويلة.