
من المنتظر أن يشهد العالم في الثاني من أغسطس 2027 ظاهرة فلكية استثنائية يطلق عليها علماء الفلك اسم كسوف القرن، إذ سيحدث كسوف كلي للشمس يستمر لمدة 6 دقائق و23 ثانية، وهو بذلك يعد الحدث الأطول من نوعه منذ أكثر من ثلاثة عقود. ستتم مشاهدة الكسوف كلياً ضمن شريط ظل ضيق يبلغ طوله أكثر من 15 ألف كيلومتر ويتجاوز عرضه 260 كيلومتراً، ماراً عبر 11 دولة تشمل إسبانيا وجبل طارق والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والمملكة واليمن والصومال، بينما ستظهر هذه الظاهرة بشكل جزئي في بعض المناطق مثل جنوب روسيا.
تحدث كسوفات الشمس في فترات متكررة تتراوح بين مرتين وخمس مرات سنوياً حين يحجب القمر أشعة الشمس عن الأرض، سواء بشكل كامل أو جزئي، حيث تتاح ملاحظتها فقط من سطح الأرض. ينصح الخبراء باستخدام نظارات مخصصة أو أدوات عرض غير مباشرة لضمان سلامة العين عند متابعة هذه الظواهر الفلكية، بسبب المخاطر الكبيرة على البصر عند النظر مباشرة إلى الشمس أثناء الكسوف.
ويرجع العلماء سبب امتداد فترة الكسوف المرتقب إلى مجموعة من العوامل الفلكية، منها موقع الأرض في مدارها حول الشمس بالإضافة إلى وضع القمر بالنسبة للأرض، مع العلم أن مرور مسار الكسوف بالقرب من خط الاستواء يلعب دوراً في إبطاء حركة ظل القمر، الأمر الذي يمنح الكسوف مدة غير مسبوقة.
أما فيما يتعلق بالكسوفات السابقة والقادمة، فقد شهدت روسيا في الأول من أغسطس 2008 كسوفاً شهيراً عُرف باسم الكسوف الروسي، كما ستشهد كسوفاً كلياً آخر في الثاني عشر من أغسطس 2026، يليه كسوف حلقي في الأول من يونيو 2030. على صعيد آخر أعلنت وكالة ناسا أن العالم سيشهد في الحادي والعشرين من سبتمبر 2025 كسوفاً جزئياً للشمس، يمكن مراقبته في مناطق من أفريقيا وأوروبا وجنوب آسيا.