خطوات النجاح في الإنترفيو لأول مرة: دليلك العملي للخريجين الجدد 2024

خطوات النجاح في الإنترفيو لأول مرة: دليلك العملي للخريجين الجدد 2024
خطوات النجاح في الإنترفيو لأول مرة: دليلك العملي للخريجين الجدد 2024

في الفترة الحالية يزداد انشغال الخريجين من مختلف الجامعات والتخصصات بالاستعداد لدخول سوق العمل، حيث تبدأ إجراءات استلام الشهادات الرسمية ويحرص الكثيرون على إعداد سيرة ذاتية تعكس إنجازاتهم وكفاءاتهم ومهاراتهم العملية بالشكل الذي يناسب متطلبات سوق العمل. مع هذه التحضيرات ينطلق البحث عن فرص وظيفية، ويزداد الترقب لمواعيد مقابلات العمل التي تمثل بوابة حقيقية للانتقال من مرحلة الدراسة إلى بداية الطريق المهني.

الكثير من المتخصصين في المجال النفسي يؤكدون أن اجتياز مقابلة العمل بنجاح لا يتوقف على الشهادات والمؤهلات بقدر ما يعتمد على الإعداد الذهني والتواصل الفعال. وتوضح ريهام الهواري، أخصائية علم النفس ومهارات التواصل، أن على كل خريج أو متقدم للوظيفة أن يبدأ بمعرفة حقيقية لذاته ولماذا يختار هذا المسار الوظيفي وما يستطيع أن يقدمه لجهة العمل، مشددة أن الإجابة بوضوح على هذه الأسئلة يمنح ثقة كبيرة عند لقاء لجنة المقابلة.

من أبرز التفاصيل التي تصنع الفرق في مقابلة العمل الانطباع الأول، حيث يلعب الاهتمام بالشكل الخارجي، وطريقة الجلوس، والتواصل البصري دورًا جوهريًا في رسم صورة المتقدم أمام لجنة التوظيف منذ اللحظة الأولى. المقابلة ليست مكانًا للتردد أو الارتباك، بل فرصة لإظهار الحيوية والحضور الإيجابي، خاصة أن الانطباع الأول غالبًا ما يبقى في ذهن المسؤولين عن التوظيف.

في المقابل، يحذر خبراء التواصل والموارد البشرية من الوقوع في بعض الأخطاء خلال المقابلة، ومنها الإفراط في الحديث عن الذات باستخدام ضمير المتكلم بشكل مبالغ فيه، إذ قد يفسر ذلك على أنه غرور أو ضعف في روح العمل الجماعي. كما أن إعلان الرغبة في العمل بأي وظيفة يترك انطباعًا بأن المتقدم يفتقر لهدف واضح، وهو أمر يقلل فرص النجاح في المقابلة.

الإعداد النفسي يأخذ مكانة لا تقل أهمية عن الإعداد المهني، حيث يقع الكثيرون في خطأ الاعتماد على إجابات نمطية من الإنترنت، بينما يظل التفاعل الصادق والقدرة على طرح أسئلة حقيقية تدل على وعي واهتمام بالجهة المعلنة عن الوظيفة من العوامل المؤثرة في نجاح المقابلة. الاعتماد على الردود المحفوظة قد يفقد المقابلة طابعها الشخصي ويضر باحتمالات القبول.

وعلى صعيد آخر، ينصح الخبراء بعدم المبالغة في الحديث عن المهارات أو الانجازات، إذ قد يؤدي ذلك لاحقًا إلى مواقف صعبة عند مباشرة العمل إذا لم تظهر تلك القدرات في الواقع العملي. ويظل الصدق والوضوح الجانب الأهم خلال المقابلة، إضافة إلى ضرورة تجنب الحديث السلبي عن الزملاء، أو المدرسين أو الإدارات السابقة، لأن هذا يترك صورة ذهنية غير إيجابية عن المتقدم مهما كانت خبراته.

عرض الخبرات السابقة، خصوصًا في المشاريع العملية أو الأنشطة الجامعية ذات الطابع القيادي أو الميداني، يضيف نقطة قوة للمتقدمين حيث يظهرهم كشخصيات مرنة قادرة على التعلم والتكيف مع بيئات العمل الجديدة، وهي ميزة يبحث عنها مسؤولو التوظيف دومًا.