
أثارت دراسة جديدة أجرتها جامعة ليدز في المملكة المتحدة قلقاً واسعاً، بعدما كشفت أن ثلث المنتجات الغذائية التي يتم تسويقها للأطفال والرضع تصنّف كأطعمة فائقة المعالجة، ما يعني أنها تحتوي على نسب مرتفعة من الإضافات والمكوّنات الصناعية. تلك المواد ترتبط بشكل مباشر بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة وتسوس الأسنان حتى في سن مبكرة جدا، الأمر الذي سرعان ما أثار تحذيرات من خبراء الصحة حول ضرورة إعادة النظر في معايير التسويق والنظم الغذائية الموجهة للصغار.
وشملت الدراسة تحليل 632 صنفاً من منتجات شركات معروفة بينها إيلاس كيتشن وهاينز، وتنوعت هذه المنتجات بين أنواع حبوب الإفطار وأكياس الهريس ووجبات خفيفة وأطعمة معلبة للأطفال. وأظهر التحليل أن بعض المنتجات قد تصل نسبة 89 بالمئة من سعراتها الحرارية من السكر وحده، وحتى المنتجات التي لا يظهر فيها سكر مضاف مثل هريس الفواكه، تحتوي على كميات مرتفعة من السكريات الحرة الناتجة من تكسير الفاكهة، وهي سكريات تلعب دورا سلبيا في صحة الأطفال.
وصفت كاثرين جينر، مديرة تحالف صحة السمنة، الظاهرة بأنها خداع تسويقي للآباء والأمهات، مشيرة إلى أن العديد من المنتجات المطروحة في الأسواق تبدو صحية في الظاهر لكنها في حقيقة الأمر مشبعة بالسكر والإضافات الصناعية وتمثل خطرا لا يُستهان به على الأطفال. كما أظهرت النتائج أن ألواح الوجبات الخفيفة للأطفال تحتوي ضعف كمية السكر مقارنة بمنتجات البسكويت المخصصة للبالغين، مثل بسكويت ديجيستيف.
من جانبها، حذّرت الدكتورة ديان ثريبلتون، التي قادت الفريق البحثي للدراسة، من أن الترويج للمنتجات بعبارات مثل عضوية أو خالية من السكر المضاف لا يعكس حقيقة تركيبها الغذائي، بل يسهم في ترسيخ الميل للسكر لدى الطفل منذ الصغر. وأوصت الدراسة بضرورة فرض تدخل حكومي للسيطرة على تسويق وصناعة هذه المنتجات، وقد يصل إلى حد منع تعزيز أو إضافة السكريات لمنتجات الأطفال والرضع.