
شهدت سوق رؤوس الأموال الجريئة في المملكة العربية السعودية تطورًا جديدًا بعدما أعلنت شركة آفاق المالية، الحاصلة على ترخيص من هيئة السوق المالية السعودية، عن استحواذها الكامل على محفظة استثمارية في مجال رأس المال الجريء. جرت هذه الصفقة بالشراكة مع شركة كوتيلدون للاستشارات الإدارية التي اضطلعت بعملية الهيكلة والإشراف على جميع مراحل التنفيذ. وتبرز أهمية هذا الحدث باعتباره أول عملية دخول وخروج كامل لمحفظة استثمارية من هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط، مما يمثل نقطة تحول في قطاع الاستثمارات الموجهة للمشاريع الناشئة.
يمثل إنجاز التخارج الكامل لهذه المحفظة المالية خطوة استراتيجية في المشهد الاستثماري المحلي والإقليمي، ويوفر رسالة طمأنة إلى المستثمرين على الصعيدين المحلي والدولي بوجود آليات تخارج عملية وآمنة، ويؤكد إمكانية تحقيق عوائد ملموسة من الاستثمارات في الشركات الناشئة. كما ينظر إلى هذه الخطوة على أنها تعزز ثقات المستثمرين بشأن واقع السيولة وإمكانية تحقيق الأرباح من هذا القطاع.
من جهته، تناول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كوتيلدون حسن إكرام الحدث معتبراً أن هذه العملية تأتي كأول تخارج كامل من نوعه في المنطقة، ما يُعد مؤشراً واضحاً لتحول السيولة من فكرة نظرية إلى حقيقة يمكن تحقيقها في استثمارات رأس المال الجريء. ولفت إلى أن هذه الخطوة تُعد داعماً رئيسياً للثقة في القطاع، وتفتح المجال أمام المزيد من تدفق رؤوس الأموال المهتمة بهذا النوع من الاستثمارات.
كما تساهم الصفقة في دفع قطاع الاستثمار الجريء نحو مزيد من النضج وتدعم عملية إعادة تدوير رؤوس الأموال في السوق السعودي. وتشجع النتائج المتحققة على تأسيس صناديق جديدة لرأسمال الجريء، وتعزز فرص التعاون بين رواد الأعمال، ومديري الصناديق، والمستثمرين المؤسسيين. وتتماشى هذه التطورات مع أهداف رؤية المملكة 2030 الساعية لتحويل المملكة إلى مركز إقليمي رائد في مجالي الاستثمار الخاص والابتكار.
يأتي هذا الإنجاز ليعكس مدى نضج بيئة الاستثمار السعودية، ويدعم جهود ترسيخ مبادئ الشفافية والحوكمة واستدامة العوائد ضمن قطاع رأس المال الجريء، كما يبرز وجود بنية تحتية وتنظيمية قوية قادرة على جذب الاستثمارات من داخل المملكة وخارجها.