
شهدت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية إعلان تأسيس أول فريق للبيئيات البحريات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بإطلاق دفعة من النساء المفتشات للبيئة البحرية، في خطوة جديدة لتعزيز حماية السواحل والشعاب المرجانية والحياة الفطرية. يتزامن هذا الإعلان مع الاحتفاء باليوم العالمي للمفتش البيئي، ويؤكد توجه المحمية نحو إشراك المرأة بشكل متزايد في مهام الحفاظ على البيئة البحرية ومراقبتها.
تغطي المناطق البحرية ضمن المحمية مساحة تقدر بـ 3856 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل نحو 1.8 بالمئة من إجمالي المياه الإقليمية في المملكة. تحتضن هذه المساحة نحو 64 بالمئة من أنواع الشعاب المرجانية، و22 بالمئة من أنواع الأسماك المسجلة في البلاد، كما يعيش فيها عدد من الكائنات المهددة بالانقراض مثل سلاحف منقار الصقر والدلافين والأطوم وأسماك القرش الحوتية، بالإضافة إلى غابات القرم الساحلية.
الفريق النسائي الجديد سيلتحق بمنظومة التفتيش البيئي في المحمية التي بلغ عدد أفرادها 246 مفتشا حتى الآن، تمثل النساء نسبة 34 بالمئة منهم، فيما تبلغ نسبة المفتشات حول العالم 11 بالمئة فقط بحسب الإحصاءات العالمية. يتولى أعضاء الفريق النسائي مهام مراقبة ساحل البحر الأحمر على امتداد 170 كيلومترا، ويعملون بتنسيق وشراكة مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة.
أوضح الرئيس التنفيذي لمحمية الأمير محمد بن سلمان أندرو زالوميس أن مشاركة النساء في العمل البيئي من أولويات المحمية منذ تأسيسها، انسجاما مع توجهات رؤية المملكة 2030 وتمكين المرأة في المجالات المختلفة. تعتمد فرق التفتيش بشكل أساسي على جهود إعادة إحياء الحياة الفطرية ورصد المنظومات البيئية، وتدعم مشاريع إعادة توطين الكائنات إلى موائلها الطبيعية، إضافة إلى متابعتها التزام مشروعات التطوير بتقارير الأثر البيئي والاجتماعي.
وبحسب دومينيك دو تويت المدير الإقليمي الأول لهيئة تطوير المحمية، فقد تلقت المحمية منذ بدء البرنامج عام 2022 أكثر من 35 ألف طلب توظيف؛ فيما أجرت فرق التفتيش خلال الفترة نفسها نحو 35 ألف جولة ميدانية في مساحات برية تتجاوز 24,500 كيلومتر مربع. كما تخضع المفتشات والمفتشون لدورات تدريبية متواصلة لتطوير مهاراتهم ورفع كفاءتهم في قطاع حماية البيئة الذي يشهد تطورا متسارعا.
روت المفتشة رقية عوض البلوي، وهي من أوائل المنتسبات للبرنامج، تجربتها في العمل الميداني، موضحة أنها اكتشفت عالما جديدا تحت سطح البحر وأعربت عن اعتزازها بكونها من الدفعة الأولى التي تعلمت السباحة وتلقت تدريبا شاملا يخدم حماية المقومات الطبيعية داخل المحمية.