
شهد مشروب الماتشا انتشارا متزايدا في مختلف الدول، خصوصا في السنوات الأخيرة، ما دفع الكثير من المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي إلى مناقشة تأثيراته الصحية، وطرح تساؤلات حول إمكانيته في التأثير على مستويات الحديد بالجسم وعلاقته بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. ويرتبط الطلب المتزايد على الماتشا بلونه الأخضر المميز ونكهته الفريدة، كما أصبح جزءا أساسيا من المطبخ الياباني التقليدي قبل أن ينتقل بقوة إلى الأسواق الغربية، حيث ارتفعت مبيعاته في الولايات المتحدة لتتجاوز 10 مليارات دولار خلال ربع قرن.
وينتج الماتشا عن طحن أوراق الشاي الأخضر المزروع في الظل ليصبح مسحوقا ناعما، ويتميز باحتوائه على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة والمركبات النباتية المفيدة لصحة الجسم. إلا أن منصات مثل تيك توك شهدت نقاشات عديدة حول تأثيره السلبي المحتمل في امتصاص الحديد، إذ لفت عدد من المستخدمين إلى إمكانية تسبب تناول الماتشا في انخفاض نسبة الحديد عند استهلاكه بانتظام وخصوصاً مع أو بعد الوجبات الغنية به.
ويرى الخبراء أن هذا الأمر يرتبط بمركب العفص الموجود في الماتشا بتركيز كبير، والذي يمكن أن يعرقل امتصاص الحديد من الأطعمة والمكملات، وخاصة إذا تم شرب الماتشا بعد الأكل مباشرة. وتوضح اختصاصية التغذية كيربي ديلي أن شرب الماتشا مع الطعام يضعف امتصاص الحديد، لذا تنصح بتناوله بين الوجبات لتقليل هذا التأثير، بينما تضيف خبيرة التغذية سابنا بيروفيمبا أن هذا الخطر محدود لدى معظم الأشخاص الأصحاء، لكنه يصبح أكثر أهمية عند النساء الحوامل، النباتيين، أو من يعانون من مشاكل هضمية حيث يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لنقص الحديد.
ولتقليل أي آثار محتملة لشرب الماتشا على امتصاص الحديد، ينصح المختصون بعدة أمور أبرزها الامتناع عن شرب الماتشا مع الطعام أو بعده مباشرة، وإعطاء فترة فاصلة لا تقل عن ساعة أو ساعتين بين تناول المشروب وتناول الوجبات الغنية بالحديد أو مكملاته. كذلك يوصون بعدم شرب أكثر من كوب واحد من الماتشا يوميا، والتركيز على تناول أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم والعدس والمكسرات، مع الحرص على دعم امتصاص الحديد بتناول مصادر فيتامين سي ضمن النظام الغذائي. ويعتمد تأثير الماتشا في نهاية المطاف على كمية استهلاكه وتوقيته وأسلوب التغذية المتبع لدى كل شخص.