
ينظر كثيرون إلى المكملات الغذائية باعتبارها وسيلة سريعة لتحقيق فوائد صحية كبيرة، مثل تحسين جودة النوم، تعزيز إشراقة البشرة وزيادة متوسط العمر، ما يجعلها شائعة بين مختلف الفئات. غير أن دراسة حديثة صادرة عن مجلة Cureus أعادت تسليط الضوء على المخاطر التي تصاحب الإفراط في تناول هذه المنتجات، إذ كشفت أن تجاوز الجرعات الموصى بها من بعض المكملات قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة يصعب تجاهلها.
تصدر السيلينيوم قائمة العناصر التي ناقشتها الدراسة، وهو معدن أساسي يوجد في المكسرات البرازيلية واللحوم العضوية والمأكولات البحرية والألبان والحبوب. ورغم أن السيلينيوم مهم لدعم مناعة الجسم وحماية نهايات الكروموسومات، التي لها ارتباط بتقدم العمر وأمراض مزمنة، إلا أن زيادة كميته في الجسم تسبب ما يعرف بتسمم السيلينيوم. ويصاحب هذه الحالة مجموعة من الأعراض المزعجة، من بينها تساقط الشعر، هشاشة الأظافر، الإحساس الدائم بطعم معدني في الفم، مشكلات هضمية مزمنة والتعب، بالإضافة إلى رائحة فم تشبه الثوم.
وفي محور آخر، تناقش الدراسة النياسين أو ما يسمى بفيتامين B3، الذي يدخل في مكونات كثير من منتجات الطاقة والمكملات الخاصة بعمليات تنظيف الجسم. ويحذر المختصون من أن تعاطي كميات كبيرة من النياسين، والذي ينتشر بشكل واضح ضمن منتجات الديتوكس، يسبب أعراضا مثل احمرار الجلد، شعور بالحرق، حكة وإمكانية حدوث تلف كبدي. وتوضح النتائج أن العديد من النساء يخطئن تفسير هذه الأعراض ويعتبرنها حساسية أو حالة جلدية عارضة بسبب اتباعهن أنظمة تنظيف الجسم الشائعة على الإنترنت ومواقع التواصل.
تؤكد توصيات الباحثين على أهمية التعامل بحذر مع المكملات الغذائية وعدم التأثر باتجاهات الصحة الرائجة دون أخذ رأي متخصص في التغذية. إذ أن الاستفادة من العناصر الأساسية مرهونة بالالتزام بالكميات الصحيحة، حيث أن المبالغة في تناولها قد تحول فوائدها المأمولة إلى مصدر خطر على الصحة.